عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رجلا أسود أو امرأة كان يكون في المسجد يقم المسجد، فمات ولم يعلم النبي - صلى الله عليه وسلم - بموته فذكره ذات يوم فقال:"ما فعل ذلك الإنسان؟ " قالوا: مات يا رسول الله، قال:"أفلا آذنتموني؟ " فقالوا: إنه كان كذا وكذا -قصته- قال: فحقروا شأنه- قال:"فدلوني على قبره"، "فأتى في قبره فصلى عليه [رواه البخاري].
[٦ - الرحمة باليتامى]
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله" وأحسبه قال: "كالقائم الذي لا يفتر وكالصائم الذي لا يفطر" [رواه البخاري].
وتوفي أبو سلمة - رضي الله عنه - تاركا زوجته أم سلمة وأولاده الأربعة: عمر وسلمة وزينب وبرة. فأشفق النبي - صلى الله عليه وسلم - عليها ورق لحال أبنائها اليتامى فقرر أن يتزوجها إكراما لها، وحفاظا على أبنائها، وبعد أكثر من أربعة أشهر أرسل إليها النبي - صلى الله عليه وسلم - عمر بن الخطاب ليخطبها له، فقالت: أخبر رسول الله أني امرأة غيرى (شديدة الغيرة على زوجي) وأني امرأة مصبية (لي أولاد كثيرون) وليس أحد من أوليائي شاهدا (لا يوجد أحد من أهلي ها هنا) فعاد عمر فأتى رسول الله فذكر ذلك، فقال له - صلى الله عليه وسلم -:"ارجع إليهما فقل لها: أما قولك إني امرأة غيرى فسأدعو الله لك فيذهب غيرتك، وأما قولك إني امرأة مصيبة فستكفين صبيانك (سوف أتكفل برعايتهم) وأما قولك أن ليس أحد من أوليائك شاهدا فليس أحد من أوليائك شاهدا ولا غائبا يكره ذلك"، فقالت لابنها: يا عمر قم فزوج رسول الله، فزوجه [رواه النسائي].
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا" وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا [رواه البخارى].
الرحمة باليتامى تكون برعايتهم وكفالتهم وإطعامهم والعطف عليهم ومساعدتهم في أمورهم.
[٧ - الرحمة بالحيوانات]
يروي المؤرخون أن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - في فتح مصر نزلت حمامة بفسطاطه