فأين نحن من نساء اليوم؟ المرأة تخرج متبرجة لا تستحي من الله ولا من الناس؟
صوني حياءك صوني العرض لا تهني ... وصابري واصبري لله واحتسبي
إن الحياء من الإيمان فاتخذي ... منه حليك يا أختاه واحتجبي
[براءة موسى]
يروى أن بنو إسرائيل كانوا إذا اغتسلوا، اغتسلوا عراة أمام الناس ينظر بعضهم إلى بعض دون حياء، وكان الحياء يمنع نبي الله موسى عليه السلام أن يفعل فعلهم، فكان يغتسل بمفرده بعيدا عن أعين الناس، فادعى قومه أنه إنما يفعل ذلك لعيب به، وأراد الله أن يبرئ نبيه مما قالوا، فلما ذهب موسى يغتسل، اقترب من أحد الأحجار، ثم نزع ثوبه ووضعه على الحجر، فلما انتهى وذهب ليلبس ثوبه، أخذ الحجر الثوب وجرى، فأمسك موسى عصاه وانطلق يجري خلف الثوب وهو يقول: ثوبي يا حجر .. ثوبي يا حجر، حتى وصل إلى جماعة من بني إسرائيل، فرأوه عريانا، ورأوا جسده في أحسن صورة، ليس به عيب، فقالوا: والله ما بموسى من بأس، فأخذ موسى يضرب الحجر بعصاه، حتى علم الضرب في الحجر، وعلم بنو إسرائيل أن موسى يغتسل وحده لأنه شديد الحياء.
وهكذا المسلم لا يخلع ملابسه أمام أحد ولو كانوا إخوة صغارًا لشعوره بالحياء، ولا ينظر إلى عورة أحد أبدا لخوفه من ربه.
ومما يتنافى مع الحياء في عصرنا: ارتفاع صوت المذياع بالأغاني الهابطة، وتدخين الرجال والنساء، وفترينات الملابس نجد بها قمصان النوم الخاصة بالنساء، وعرض الملابس الداخلية بعد غسلها أمام الناظرين من الخارج، وعرض صور خليعة على غلاف المجلات .. ونسأل الله السلامة.
[الفقير والحياء]
كان أبو هريرة رضي الله عنه فقيرا، وذات يوم اشتد عليه الجوع، فخرج إلى الطريق بحثا عن طعام، فمر عليه أبو بكر فاستحيا أبو هريرة أن يخبره، فسأله آية في كتاب الله فربما يستضيفه، فأجابه أبو بكر - رضي الله عنه - عن مسألته، وانصرف، ثم مر عليه عمر ابن الخطاب - رضي الله عنه - فسأله أبو هريرة عن آية ربما يستضيفه، فأجابه وانصرف، ثم مر الرسول - صلى الله عليه وسلم - فعرف ما في