يقول عباس السيسي: في عام ١٩٤٧ م خرجت من دار المكتب الإداري بالإسكندرية إلى مطبعة رمسيس أمام المحافظة القديمة، وبعد مدة خطر ببالي أن أتصل بدار المكتب تليفونيًا لعل أمرًا يحتاجني هناك، ورد عليَّ في التليفون من يقول: من أنت؟ فقلت: أخوك عباس السيسي، وقلت له: من أنت؟ فقال: لا أعطيك اسمي وابتسم ضاحكًا فقلت له: طيب أنت لابس إيه؟ فقال: يا أخ عباس الرجل يعرف بروحه وحسه ولا يعرف بلبسه. فقلت: له: يظهر أنك رجل روحي قوي، قال: أنا روحك وأنت روحي، أنا حسن البنا؟ فألقيت السماعة على المكتب وهتفت: الله أكبر ولله الحمد، حيث كانت مفاجأة حيث جاء الإمام البنا من القاهرة فجأة (١).
[شروط المزاح]
١ - عدم الإكثار منه: كان الصحابة الذين تربوا في مدرسة النبوة يتمازحون فيما بينهم، فإذا جد الجد كانوا هم الرجال، كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يتبادلون (يترامون) بالبطيخ، فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال.
قال عمر - رضي الله عنه -: من كثر ضحكه قلت هيبته.
٢ - عدم الأذى فيه:
عن عبد الله بن السائب عن أبيه عن جده -رضي الله عنهم- أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"لا يأخذن أحدكم مثاع أخيه لاعبًا ولا جادًا، ومن أخذ عصا أخيه فليردها"[رواه أبو داود].
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى -رضي الله عنهما- قال: حدثنا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أنهم كانوا يسيرون مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل فأخذه، ففزع، فقال رسول الله: لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا" [رواه أبو داود].
٣ - تجنب الكذب وقول الزور:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له" [النسائي والترمذي].