وقال مرداد بن جميل: سأل عمرو بن إسماعيل -رجل من أصحاب الحديث- المعافي بن عمران فقال له: يا أبا عمران، أي شيء أحب إليك؟ أسهر وأصلي، أو أكتب الحديث؟
فقال: كتابة حديث واحد أحب إلي من صلاة ليلة.
[الفتوى]
عن نافع أن رجلا سأل ابن عمر في مسألة، فطأطأ رأسه ولم يجبه، حتى ظن الناس أنه لم يسمع مسألته، فقال له: يرحمك الله أما سمعت مسألتي؟
قال: بلى، ولكنكم كأنكم ترون أن الله تعالى ليس بسائلنا عما تسألونا عنه، اتركنا رحمك الله حتى نتفهم مسألتك، فإن كان لها جواب عندنا وإلا أعلمناك أنه لا علم لنا به.
[اطلبوا العلم]
عن معاوية بن قرة قال: قال أبو الدرداء: اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلا تبغضوهم.
وعن أنس، عن أبي الدرداء قال: اغد عالما أو متعلما أو مستمعا ولا تكن الرابع فتهلك، قلت للحسن: ما الرابع؟ قال: المبتدع.
وقال هارون بن سفيان: سمعت عبيد الله بن عمر القواريري يقول: أملى علي عبد الرحمن بن المهدي عشرين ألف حديث حفظا.
ويقول ابن الجوزي: لقد كنت في حلاوة طلبي العلم ألقى من الشدائد ما هو عندي أحلى من العسل لأجل ما أطلب وأرجو، كنت في زمان الصبا آخذ معي أرغفة يابسة فأخرج في طلب الحديث، وأقعد على نهر عيسى فلا أقدر على أكلها إلا عند الماء، فكلما أكلت لقمة شربت عليها الماء، وعين همتي لا ترى إلا لذة تحصيل العلم، فأثمر ذلك عندي أني عرفت بكثرة سماعي لحديث رسول الله وأحواله وآدابه، وأحوال أصحابه وتابعيهم، فصرت في معرفة طريقهم كابن أجود.
إذا كان يؤذيك حر المصيف ... ويبس الخريف وبرد الشتا