ثم قال له موجها: "ولا تمرن بك ساعة إلا وأنت مغتنم فائدة تفيده إياها من غير أن تحزنه فتميت ذهنه، ولا تمعن في مسامحته فيستحلي الفراغ ويألفه".
[أنت والمصحف]
يقول صاحب القصة:
طفلي الصغير صحته ليست على ما يرام، عندما عدت مساء هذا اليوم من عملي قررت الذهاب به إلى المستشفى، رغم التعب والإرهاق، إلا أن التعب لأجله راحة.
حملته وذهبت، لقد كان المنتظرون كثيرًا .. ربما نتأخر أكثر من ساعة .. أخذت رقما للدخول على الطبيب وتوجهت للجلوس في غرفة الانتظار.
وجوه كثيرة مختلفة .. فيهم الصغير وفيهم الكبير .. الصمت يخيم على الجميع، يوجد عدد من الكتيبات الصغيرة استأثر بها بعض الإخوة.
أجلت طرفي في الحاضرين .. البعض مغمض العينين لا تعرف فيم يفكر، وآخر يتابع نظرات الجميع، وآخرون تحس على وجوههم القلق والملل من الانتظار.
يقطع السكون الطويل صوت المنادي برقم كذا، الفرحة على وجه المنادى عليه يسير بخطوات سريعة، ثم يرجع الصمت للجميع.
لفت نظري شاب في مقتبل العمر لا يعنيه أي شيء حوله، لقد كان معه مصحف جيب صغير يقرأ فيه، لا يرفع طرفه .. نظرت إليه ولم أفكر في حاله كثيرًا لكني عندما طال انتظاري لساعة كاملة تحول مجرد نظري إليه إلى تفكير عميق في أسلوب حياته ومحافظته على الوقت.
ساعة كاملة من عمري ماذا استفدت منها وأنا فارغ بلا عمل ولا شغل، بل انتظار ممل.
أذن المؤذن لصلاة المغرب .. ذهبنا للصلاة.
في مصلى المستشفى حاولت أن أكون بجوار صاحب المصحف .. بعد أن أتممنا الصلاة، سرت معه وأخبرته مباشرة بإعجابي به من محافظته على وقته.