للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العظيم، ومن هذا المنطلق أشعر بحاجتي للتفقه في الإسلام حتى أستطيع أن أشرح لهم التعاليم الإسلامية، وما يدعو إليه الإسلام من آداب، والتحلي بالسلوكيات الحميدة (١).

يمشون نحو بيوت الله إذا سمعوا ... الله أكبر في شوق وفي جزل

أرواحهم خضعت لله في أدب ... قلوبهم من جل الله في وجل

نجواهم: ربنا جئناك طائعة ... نفوسنا وعصينا خادع الأمل

إذا سجى الليل قاموه وأعينهم ... من خشية الله مثل الجائد الهطل

هم الرجال فلا يلهيهم لعب ... عن الصلاة ولا أكذوبة الكسل

وإقامة الصلاة تعني أداءها في خشوع وتضرع وحضور قلب.

[معنى إقامة الصلاة]

قال الضحاك: عن ابن عباس قال: إقامة الصلاة: إتمام الركوع والسجود والتلاوة والخشوع والإقبال على الله.

ما أجمل وأروع السجود الباكي الخاشع لله، وخاصة في جوف الليل، ما أعظم السجدة الخاشعة الباكية يسجدها المكروب يشكو فيها بثه وحزنه إلى الله، فيشعر معها ببرد اليقين، وبزوال همه، وكربه، وانشراح صدره وتيسير أمره (٢).

وكان عبد الله بن الزبير يدخل في الصلاة فيخرج من كل شيء إليها، ولقد مرت قذيفة منجنيق بين لحيته وصدره وهو يصلي فوالله ما أحس بها ولا اهتز لها، ولا قطع من أجلها صلاته ولا تعجل ركوعه.

...


(١) السر الخفي وراء إسلام هؤلاء (٢/ ٥٧ - ٦٠).
(٢) رجل المحراب: (٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>