فقال عمر: إذا تنصرت ضربت عنقك، لأنك أسلمت فإن ارتددت قتلتك.
وهنا أدرك جبلة أن الجدال لا فائدة منه، وأن المراوغة مع الفاروق لن تجدي، فطلب من الفاروق أن يمهله ليفكر في الأمر، فأذن له عمر بالانصراف، وفكر جبلة بن الأيهم ووصل إلى قرار، وكان غير موفق في قراره، فقد آثر أن يغادر مكة هو وقومه في جنح الظلام، وفر إلى القسطنطينية فوصل إليها متنصرا، وندم بعد ذلك على هذا القرار أشد الندم.
وفي هذه القصة نرى حرص الإسلام على مبدأ المساواة؛ فالإسلام قد سوى بين الملك والسوقة، ولابد لهذه المساواة أن تكون واقعا حيا ليس مجرد كلمات توضع على الورق.
[رد المظالم]
تولى عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - الخلافة فأمر مناديا ينادي: ألا من كانت له مظلمة فليرفعها إلى أمير المؤمنين.
وذات يوم كان عنده العباس بن الوليد بن عبد الملك، فدخل عليه رجل نصراني من أهل حمص، أبيض الرأس واللحية، فقال: يا أمير المؤمنين، أسألك بكتاب الله عز وجل.
قال عمر: وما ذاك؟ فأخبره الرجل أن العباس بن الوليد بن عبد الملك أخذ أرضه واغتصبها.
فقال عمر للعباس: ما تقول؟ فأخبره العباس أن أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك كان قد أعطاها له، وكتب له بها عقدا، فقال عمر: ما تقول يا ذمي.؟ قال الذمي: يا أمير المؤمنين، أسألك كتاب الله عز وجل، فقال عمر: كتاب الله أحق أن يتبع من كتاب الوليد ابن عبد الملك، فاردد يا عباس أرضه، فردها العباس عليه.
[اشتري مظلمته]
لما رجع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - من الشام إلى المدينة انفرد عن الناس ليعرف أخبار رعيته فمر بعجوز في خباء لها فقال: ما فعل عمر؟