عنده فداء دفع إليه عشرة غلمان من غلمان المدينة يعلمهم، فإذا تعلموا فهو فداؤه.
ما أجمل أن تجلس مع أولادك وتستشيرهم في أمور البيت حتى يشاركوك في همومك! واستمع إلى مقترحاتهم، وشجعهم على التعبير عن آرائهم وإن كانت تخالفك ..
[رؤيا رسول - صلى الله عليه وسلم -]
رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رؤيا يوم أحد قالها لأصحابه:"إني رأيت والله خيرا، رأيت بقرا يذبح، ورأيت في ذباب سيفى ثلما، ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة"، وتأول البقر بنفر من أصحابه يقتلون، وتأول الثلمة في سيفه برجل يصاب من أهل بيته، وتأول الدرع بالمدينة، ثم قدم رأيه إلى أصحابه ألا يخرجوا من المدينة، وأن يتحصنوا بها، فإن أقام المشركون بمعسكرهم أقاموا بشر مقام، وإن دخلوا المدينة قاتلهم المسلمون في الطرقات، والنساء من فوق البيوت. ووافقه على هذا كبار السن وفرح عبد الله بن أبي بن سلول بهذا الرأي، وأشارت جماعة من أفاضل الصحابة الذين لم يخرجوا في بدر- أشاروا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخروج قائلين: يا رسول الله كنا نتمنى هذا اليوم وندعو الله، فقد ساقه إلينا وقرب المسير، اخرج إلى أعدائنا، لا يرون أنا جبنا عنهم. ومنهم حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: والذي أنزل عليك الكتاب لا أطعم طعاما حتى أجالدهم بسيفي خارج المدينة، ورفض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأيه أمام رأي الأغلبية، ثم صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الجمعة بالناس وحثهم على الجهاد، ثم صلى العصر ثم دخل بيته فتقلد سيفه فقال سعد بن معاذ وأسيد بن حضير للشباب: لقد استكرهتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الخروج فردوا الأمر إليه، فندموا على ما صنعوا فلما خرج قالوا له: يا رسول الله ما كان لنا أن نخالفك فاصنع ما شئت، إن أحببت أن تمكث بالمدينة فافعل فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما ينبغى لنبى إذا لبس لامته -وهي الدرع- أن يضعها، حتى يحكم الله بينه وبين عدوه"، وقسم النبي - صلى الله عليه وسلم - جيشه إلى ثلاث كتائب ثم سار إلى العدو مع ألف مقاتل. وتمرد عبد الله بن أبيّ -وكان على مقربة من العدو فقد كان يراهم ويرونه- فانسحب بثلث الجيش ثلاثمائة مقاتل قائلا: ما ندري علام نقتل أنفسنا؟ متظاهرا بالاحتجاج على ترك الرسول - صلى الله عليه وسلم - لرأيه وإطاعة غيره، وكان هدفه هو إحداث بلبلة واضطراب في جيش المسلمين وإضعاف معنويات من بقي مع الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وكاد ينجح؛ فقد همت طائفتان -بنو حارثة بن الأوس وبنو سلمة من الخزرج- أن تفشلا ولكن