وعود اليهود: من طبيعة اليهود نقض العهود وعدم الوفاء بها، قال تعالى:{أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ}[البقرة: ١٠٠] وقال أيضا: {الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ}[الأنفال: ٥٦].
أخلف اليهود عهودهم مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، منهم بنو قينقاع، فقد ازداد غيظهم على المسلمين بسبب انتصارهم في بدر فما لبثوا أن أثاروا في المدينة قلقا واضطرابا، وفي يوم من الأيام جاءت امرأة من العرب وقدمت على صائغ يهودي فجعل يراودها على كشف وجهها فأبت، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا بها، فصاحت فوثب رجل من المسلمين على الصائغ اليهودي فقتله، فشد اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، وعلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستخلف على المدينة أبا لبابة وأعطى اللواء حمزة وسار إلى بني قينقاع الذين تحصنوا بحصونهم حتى أجلاهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهل يعقل أن نعقد معهم عهودا بعد اليوم، وهم سادة في نقض العهود؟ أهم أصدق أم الله الذي خلقهم، وكشف لنا عن صفاتهم الدنيئة ومنها نقض العهود؟ فلن تحرر فلسطين إلا بالجهاد والتضحية.
[وفاء نحو فلسطين]
حاول اليهود عن طريق زعيمهم الماكر "هرتزل" استمالة السلطان عبد الحميد الثاني، حتى يسمح لهم بإقامة وطن لليهود في فلسطين، فعرضوا عليه مبلغا ضخما من المال، مقابل أن يصدر السلطان قرارا يسمح فيه لليهود بالهجرة إلى فلسطين، والتوطن فيها، وهنا ظهر وفاء السلطان عبد الحميد الثاني وقال قولته الخالدة التي سجلها التاريخ:"لست مستعدا لأن أتخلى عن شبر واحد من هذه البلاد، فهي ليست ملكي، بل هي ملك لشعبي، روى ترابها بدمه، وليحتفظ اليهود بأموالهم، ولن يستطيعوا أخذ فلسطين إلا عند تشريح جثتي، وساعتها يأخذونها بلا ثمن، أما وأنا على قيد الحياة فلا".
وهكذا يكون الوفاء لأرض فلسطين بعدم نسيان القضية، وعدم الموافقة على التفريط فيها، وتوعية الناس بأهمية المقاطعة الاقتصادية للمنتجات اليهودية.