الجدية: هي إنفاذ التكاليف الشرعية والدعوية في وقتها، مع المثابرة وتسخير الإمكانات المتاحة، والتغلب على الصعاب والعقبات، وقد حث الإسلام على الجدية والانضباط فقال تعالى:{يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ}[مريم: ١٢] وظهرت الجدية في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - من خلال ثباته على الحق وقال لعمه:"والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه"(١) وإليك مظاهر الجدية والانضباط:
[الجدية في طلب العلم]
قال بعض الفقهاء: بقيت سنين أشتهي الهريسة لا أقدر، لأن وقت بيعها وقت سماع الدرس.
وقال مسلم في صحيحه: قال يحيى بن أبي كثير: لا ينال العلم براحة الجسم، وقد قيل: من طلب الراحة ترك الراحة.
ويقول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: كنت أنا وجار لي من الأنصار وهو أوس بن خولى الأنصاري في بني أمية بن زيد، وهي من عوالي المدينة، وكنا نتناول النزول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينزل يوما وأنزل يوما، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره، لماذا نزل فعل مثل ذلك.
وحان الخليل بن أحمد الفراهيدي يقول: أثقل الساعات علي: ساعة آكل فيها.
وكان عثمان الباقلاوي دائم الذكر لله تعالى، فقال: إني وقت الإفطار أحس بروحي كأنها تخرج! لأجل اشتغالي بالأكل عن الذكر.
وقال عمار بن رجاء: سمعت عبيد بن يعيش يقول: أقمت ثلاثين سنة ما أكلت بيدي بالليل، كانت أختي تلقمني وأنا أكتب الحديث.