للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مبارزة]

عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- قالت: أقبل رجل من المشركين وعليه السلاح، حتى صعد على مكان مرتفع من الأرض، فقال: من يبارز؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل من القوم: أتقوم إليه؟ فقال له الرجل: إن شئت يا رسول الله، فأخذ الزبير - رضي الله عنه - يتطلع، فنظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: قم يابن صفية، فانطلق إليه حتى استوى معه، ثم عانق أحدهما الآخر، ثم تدحرجا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أيهما وقع الحضيض أول فهو المقتول، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - ودعا الناس فوقع الكافر ووقع الزبير على صدره فقتله.

[إيجابية الأطفال]

عن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - قال: إني لواقف يوم بدر في الصف فنظرت عن يميني وشمالي، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، تمنيت أن أكون بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما، فقال: يا عماه! أتعرف أبا جهل؟ فقلت: نعم، وما حاجتك إليه؟ قال: أخبرت أنه يسب رسول الله، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر فقال لي أيضا مثلها، فلم ألبث أن نظرت لأبي جهل وهو يجول في الناس، فقلت: ألا تريان، هذا صاحبكم الذي تسألاني عنه، فتنافس معاذ ومعوذ على ذبح رأس الكفر أبي جهل على الطريقة الإسلامية، ليقدما رأسه هدية إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهذا ضربة وذاك أخرى حتى قتلاه، وعند قبض الثمن اختلفا فتخاصما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فطلب رؤية دليل الإثبات (السيوف)، وبعد المعاينة قضى باقتسام الأجر مناصفة قائلاً: كلاكما قتله.

يجب أن نهتم بتعليم الأطفال الإيجابية، ونسمح لهم بالتعبير عن آرائهم مع توجيههم إلى حب الرسول عمليًا.

[أبو محجن الثقفي]

كان أبو محجن الثقفي لا يزال يجلد في الخمر، فلما أكثر عليهم سجنوه وأوثقوه، فلما كان يوم القادسية رآهم يُقتلون، فكأنه رأى أن المشركين قد أصابوا من المسلمين فأرسل إلى امرأة سعد يقول لها: إن أبا محجن يقول لك: إن خليت سبيله وحملتِهِ على هذا الفرس ودفعت إليه سلاحًا ليكونن أول من يرجع إليك إلا أن يقتل، فحلت عنه قيوده، وحمل

<<  <  ج: ص:  >  >>