قال: وقد ازداد حماسة وجدية: إخوانك في العقيدة.
قلت: أولئك يتولى الأزهر أمرهم والحكومة معه.
قال: وهل تقوم الحكومة والأزهر بتحقيق ما تقول؟ فسكت.
ولكنه ألح علي في شيء من الخشونة .. مالك لا تجيب؟
فراوغ قائلاً: ماذا تريدان مني؟ دعوني وشأني.
فقال الآخر متلطفًا: إنك محق في ظاهر الأمر، فلتطلب منا أن ندعك وشأنك، ولكن هل ترضى لنفسك وقد منحك الله علمًا وإقبالاً عليه .. هل ترضى لنفسك ألا تهتم بشأن المسلمين؟
قلت: وقد أحسست بشيء من التجاوب: عندي الرغبة، ولكني غير متبين معالم الطريق.
قال: لا عليك في هذا .. ضع يدك في أيدينا ندلك على الطريق.
قلت: بلا روية ولا استعداد ولا تفكير.
قال: وهل حال المسلمين اليوم يرى تريثًا بعد ما ترى من سوء حالهم؟
قلت جانحًا للتعاون معهما: من أنتما؟ وما طريقة عملكما؟ وما دعوتكما؟
قالا معًا: نحن جماعة الإخوان المسلمين.
قلت: لم أسمع عن هذه الجماعة من قبل.
قالا: ما أنت قد سمعت، فما عساك فاعل؟
قلت: أعرف المنهاج.
قالا: كتاب الله وسنة رسوله.
قلت: وكيف أتصل بهذه الجماعة؟
قالا: سنزورك غدًا إن شاء الله.
وفي الغد جاءا إلى المكتب وكأنهما قد أمسكا بصيد. وقال أحدهما: ما قرارك؟