للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حرارتها الداخلية ٢٠ مليون درجة مئوية، بينما حرارة سطحها ٦٠٠٠ درجة. وهذا السطح تندلع منه ألسنة اللهب إلى ارتفاع نصف مليون كم، وهي تنثر في الفضاء باستمرار طاقة قدرها ١٦٧٤٠٠ حصان من كل متر مربع، ولا يصل للأرض منها سوى جزء من ٢ مليون جزء، وهي لا تعتبر إلا نجمة، ولكنها ليست في عداد النجوم الكبرى وسطحها به عواصف وزوابع كهربائية ومغناطيسية شديدة، والمشكلة التي حيرت العلماء هي أن الشمس كما يؤخذ من علم طبقات الأرض لم تزل تشع نفس المقدار من الحرارة منذ ملايين السنين، فإن كانت الحرارة الصادرة عنها نتيجة احتراقها، فكيف لم تفن مادتها على توالي العصور، ولكفاها ستة آلاف سنة لتحترق وتنفد حرارتها.

الجمل

الأهداب الطويلة التي حول عينيه، والتي هي أشبه بشبكة تحمي عينيه من ذرات الرمال إذا هبت عاصفة رملية أثناء سيره في الصحراء. وفي الوقت نفسه يستطيع الإبصار من خلال هذه الشبكة، وبذلك لا يضطر إلى إقفال عينيه كما نفعل لوقاية أعيننا من التراب، أما عن أنفه فهو يتحكم في فتحتها أثناء العواصف ليمنع دخول الرمل فيه، وشفة الجمل العليا مشققة ليساعده على أكل نباتات الصحراء التي غالبا تكون أشواكا، وذلك علاوة على أرجله ذات الخف الذي يناسب الرمل فلا تغوص فيه لو كانت ذات ظلف أو حافر. ولقد أدهش الجمل العلماء بتحمله إذا غاب عنه الماء وأدهشهم أكثر استعداد الجمل لأن يشرب الماء المالح إذا عطش دون أن يصيبه ضرر. وما زالوا في حيرة من أمر أجهزته التي تتكيف ضد الجوع، فلا تفرز كليته نسبة ملحوظة من الماء بل تنخفض درجة حرارة جلده في الحر عند العطش لتقليل تبخر الماء منه.

الجذور عند النباتات

إذا كان للنبات عقل فهو في جذوره، إذ أن شعيراته الدقيقة الرهيفة تنتشر في كافة أرجاء الأرض متفادية العوائق والصخور، فإذا صادفت عقبة ولو ذرة من رمل دفعتها، وإذا لم تستطع أفرزت عليها حوامض لتذيبها، فإذا عجزت أنبتت شعيرات لتلتف حولها وتثبتها في الأرض فتأمن شرها ثم تمتد بعيدًا.

وللجذر فائدة مهمة غير ذلك ألا وهي تثبيت النبات إذ يقع عليه أمر قيام النبات

<<  <  ج: ص:  >  >>