أعرابي، يختبر حلمه، فلما دخل الأعرابي على معن قال له:
أتذكر إذ لحافك جلد شاة ... وإذ نعلاك من جلد البعير؟!
قال معن: أذكر ذلك ولا أنساه.
فقال الأعرابي:
فسبحان الذي أعطاك ملكا ... وعلمك الجلوس على السرير
قال معن: سبحانه وتعالى.
فقال الأعرابي:
فلست مسلما إن عشت دهرا ... على معن بتسليم الأمير
قال معن: يا أخا العرب، السلام سنة، وشأنك في الأمير.
فقال الأعرابي:
سأرحل عن بلاد أنت فيها ... ولو جار الزمان على الفقير
قال معن: يا أخا العرب، إن جاورتنا فمرحبا بك، وان رحلت فمصحوبا بالسلامة.
فقال الأعرابي:
فجد لي يا ابن ناقصة بشيء ... فإني قد عزمت على المسير
قال معن: أعطوه ألف دينار يستعين بها في سفره.
فأخذها الأعرابي وقال له:
قليل ما أتيت به وإني ... لأطمع منك بالمال الكثير
قال معن: فأعطوه ألفا أخرى.
فقال له:
سألت الله أن يبقيك ذخرا ... فما لك في البرية من نظير
قال معن: أعطوه ألفًا أخرى.
فقال الأعرابي: يا أمير المؤمنين ما جئت إلا مختبرا لك فوجدت أن الله جمع فيك حلما لو وزع على أهل الأرض لكفاهم.
قال معن: يا غلام، كم أعطيته على نظمه؟
قال: ثلاثة آلاف دينار.