للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقال عمر: صدقت، فكأنما كانت نارا فأطفئت.

وقال محمد بن كعب: ثلاث من كن فيه استكمل الإيمان بالله: إذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه عن الحق، وإذا قدر لم يتناول ما ليس له.

وجاء رجل إلى سلمان فقال: يا عبد الله أوصني، قال: لا تغضب، قال: لا أقدر، قال: فإن غضبت فأمسك لسانك ويدك.

إذا نطق السفيه فلا تجبه ... فخير من إجابتك السكوت

فإن كلمته فرجت عنه ... وإن خليته كمدا يموت (١)

قال عمر - رضي الله عنه -: تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والحلم.

وقال علي - رضي الله عنه -: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك، وألا تباهي الناس بعبادة الله، وإذا أحسنت حمدت الله تعالى، وإذا أسأت استغفرت الله تعالى.

وقال الحسن: اطلبوا العلم وزينوه بالوقار والحلم.

وقال معاوية لعرابة بن أوس: بم سدت قومك يا عرابة؟

قال: يا أمير المؤمنين كنت أحلم عن جاهلهم، وأعطي سائلهم، وأسعى في حوائجهم، فمن فعل فعلي فهو مثلي، ومن جاوزني فهو أفضل مني، ومن قصر عني فأنا خير منه.

وسب رجل ابن عباس -رضي الله عنهما- فلما فرغ قال: يا عكرمة هل للرجل حاجة فنقضيها؟ فنكس الرجل رأسه واستحى.

وقال رجل لعمر بن عبد العزيز: أشهد أنك من الفاسقين.

فقال: ليس تقبل شهادتك.

وعن علي بن الحسين بن علي -رضي الله عنهم- أنه سبه رجل فرمى إليه بخميصة


(١) ديوان الشافعي ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>