للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقول ابن الجوزي: عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح له من اسمه نصيب، عصمه ربه وثبته فأفلح، حفظ الله فحفظه الله، ثار الكون كله من أجله يوم استشهد؛ الدبابير خرجت نهارًا تحميه، والسيل انهمر ليلاً يفديه، فما استطاع أحد من الشركين مس شعرة منه، غاظ عاصم أعداءه، لأنه في الأصل فاعل ليس مفعولاً به، والفاعل دائمًا مرفوع لا يكسره شيء.

ذو الجناحين

جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - أخذ اللواء بيمينه فقطعت، فأخذه بشماله فقطعت، فاحتضنه بعضديه حتى قتل وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، فآتاه الله بذلك جناحين في الجنة يطير بهما حيث شاء، ويقال: إن رجلاً من الروم ضربه يومئذ ضربة فقطعه نصفين.

صدق مع الله فأعطاه جناحين في الجنة يطير بهما حيث يشاء.

ما لي أراك تكرهين الجنة؟

في غزة مؤتة لما رأى المسلمون كثرة الأعداء قالوا: نكتب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنخبره بعدد عدونا؛ فإما أن يمدنا وإما أن يأمرنا بأمره فنمضي له، فشجع عبد الله بن رواحة - رضي الله عنه - قومه وقال: يا قوم إن الذي تكرهون للذي خرجتم له تطلبون .. الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، إنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين: إما الظهور، وإما الشهادة. وبعد مقتل زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب - رضي الله عنهما- قال عبد الله بن رواحة لنفسه وقد تردد:

أقسمت يا نفس لتنزلنه ... طائعة أو لتكرهنه

ما لي أراك تكرهين الجنة ... إن أجلب الناس وشدوا الرنة

لطالما كنت مطمئنة ... هل أنت إلا نطفة في شنة

ثم أخذ سيفه فقاتل حتى قُتل.

صدق الله فصدقه

عن شداد بن الهادي: أن رجلاً من الأعراب جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فآمن به واتبعه ثم قال: أهاجر معك، فأوصى به النبي - صلى الله عليه وسلم - بعض أصحابه، فلما كانت غزاة غنم النبي - صلى الله عليه وسلم -

<<  <  ج: ص:  >  >>