قال أحدهم: "ومن سيوافقنا على محاكمة قائد جيش المسلمين وهم المنتصرون؟!! ".
فأجاب كبير الكهنة: "خليفة المسلمين عمر بن عبد العزيز فهو رجل عادل".
وأرسل كبير الكهنة أحد أعوانه إلى الشام، وقابل الخليفة عمر بن عبد العزيز، فأحسن استقباله، واستمع إليه جيدًا، وقال له: "اطمئن واهدأ بالاً، فالإسلام لا يعرف غير العدل" وأعطاه خطابًا إلى الوالي حاكم المسلمين في سمرقند، وذهب كبير الكهنة بالخطاب إلى حاكم سمرقند المسلم فقرأه فوجد الخليفة يأمره بأن يختار أحد القضاة المسلمين ليحكم في الشكوى التي قدمها كهنة سمرقند واختار الوالي قاضيًا يثق فيه، وحدد موعدًا للمحاكمة.
استمع القاضي إلى كبير الكهنة الذي تكلم عن أهل سمرقند وقال: "نحن نعرف أن دينكم قد حدد ثلاثة أمور لنشر دعوته أولها: الدعوة إلى الدخول في الإسلام، فمن لم يقبل فعليه دفع الجزية مقابل توفير الأمن والدفاع عنه وهذا هو الثاني، فإن رفض الدخول في الإسلام ورفض دفع الجزية يأتي دور الحرب والقتال، ولكن جيشكم لم يفعل هذا ودخل مدينتنا بالخديعة".
فسأل القاضي قائد المسلمين: "هل هذا ما حدث؟ ".
أجاب القائد المسلم: "أصلح الله القاضي! إن الحرب خدعة وهذا البلد أنقذه الله على أيدي جنودنا وهداه إلى طريق الحق والنور".
فقال القاضي: "وهل خيرتم أهله بين واحدة من ثلاث: إما الإسلام، وإما الجزية، وإلا فالحرب؟ ".
قال القائد: "لا أيها القاضي".
عندئذ أصدر القاضي المسلم أعجب حكم في التاريخ قال: "قد حكمت على جيش المسلمين بأن يخرج من سمرقند ويسلم البلاد إلى أهلها، ثم يعرض عليهم الدخول في الإسلام، فإن لم يقبلوا فالجزية، وإلا فيعلق عليهم الحرب والقتال".