أحب. فكونك تجد إنسانا عواطفه مع الكافرين والمنافقين يميل إليهم ويحبهم، ويتمنى انتصارهم، فذلك ولاء من أعظم الولاء، فمن مال بقلبه إلى قوم يعملون بالمعاصي، ورضي أعمالهم كان منهم وعليه مثل وزرهم، وإن كان بعيدا عنهم، جاء في الحديث:"إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها (أنكرها) كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضعيها كان كمن شهدها"[رواه أبو داود].
٤ - من مظاهر الولاء مجالسة الكافرين والمنافقين اختيارًا وسماع كلامهم القبيح مع الاستمرار في الجلسة دون الرد أو الغضب أو الخروج قال تعالى:{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}[النساء: ١٤٠] هكذا (إنكم إذًا مثلهم) فمن كثر سواد قوم فهو منهم.
٥ - من مظاهر الولاء الطاعة، فمن أطعته فقد توليته، ومن كلام إبراهيم لأبيه:{يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا}[مريم: ٤٥].
{وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}[الكهف: ٢٨] أي وكان أمره تقدما على الحق ونبذا له وراء ظهره.