للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لمقابلته والتحدث. معه، فأخبره الهضيبي أنه لا يستطيع أن يوافق على ذلك إلا بعد عرض الأمر على مكتب الإرشاد، ووافق مكتب الإرشاد، وهنا طلب كريم ثابت من الهضيبي ضرورة ارتداء بدلة الردنجوت عند مقابلة الملك، فأخبره الهضيبي أنه لا يملك بدلة ردنجوت، فأرسل كريم ثابت باشا إلى الهضيبي في منزله بدلتين ردنجوت لارتداء إحداهما، ولكن حسن الهضيبي أصر أن يقابل الملك بملابسه العادية حتى ولو أدى الأمر إلى إلغاء المقابلة، فأذعن كريم ثابت لرأي الهضيبي مكرها، وتمت المقابلة بقصر القبة واستغرقت خمسا وأربعين دقيقة ونشرت الصحف هذا الخبر، ولم يصرح فضيلته للصحف بأي شيء عن هذه المقابلة علما بأن هذه أول مرة يقابل فيها الملك شخصا لا يرتدي الردنجوت.

وحضر الملك إلى مكتب السكرتارية وسلم عليه الهضيبي معتدل القامة شامخا، وأخذه الملك من يده مصطحبا إياه إلى غرفة مكتبه، وجلس الهضيبي على كرسي وأخذ الملك يرحب بالهضيبي ووجه إليه الحديث قائلا: لا أدري لماذا يسيء الإخوان المسلمون الظن بي؟ فلم يرد عليه الهضيبي، وعاد الملك يقول: إنني مسلم وأحب الإسلام وأتمنى له الخير، وقد أمرت بإنشاء مساجد كذا وكذا فلماذا يكرهني الإخوان؟ ولم يرد الهضيبي أيضا.

وعاد الملك يقول: إن الإخوان قد فهموا خطأ أنني أنا الذي أمرت بحلهم واعتقالهم، وباغتيال الشيخ حسن البنا، وهذا -والله العظيم- خطأ ولم أفعل من هذا شيئا، والذي فعل ذلك هم السعديون، النقراشي وإبراهيم عبد الهادي وفي اللحظة التي تمكنت فيها أقلت إبراهيم عبد الهادي، وأمرت الوزارة التي عينتها بالإفراج عن الإخوان، واستمر الملك في استعراض تاريخه وما عمله من خير ونسب كل عمل سيئ لغيره، وبين لحظة وأخرى يقول: لماذا يكرهني الإخوان إذن؟! والهضيبي لا يرد، وقال الهضيبي: إنني سهوت عن نفسي وتنبهت فوجدت نفسي في وضع عجيب.

وجدتني جالسا على الفوتيل واضعا إحدى رجلي على الأخرى!! ففكرت في الرجوع إلى الجلسة المناسبة ولكنني قررت ألا أغير هذا الوضع وظللت كذلك حتى انتهاء المقابلة .. حين سأله الملك: ما رأيكم يا حسن بك في كل ما قلته، وفي أنني على استعداد أن أعمل للإسلام؟

فرد عليه الهضيبي قائلا: إنني سأعرض ذلك على الإخوان ونسأل الله التوفيق، ثم قام الملك وصافحه وأوصله حتى باب مكتبه حيث تلقاه كبار رجال القصر حتى رجع إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>