للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسلم!! ولما فرغت من صلاتي، وقد كانت واقفة تتأملني وكان الوقت فجرا، وهي تنتظر حتى تقيس ضغط الدم وخلافه، فسألتها: لماذا قلت إنني لست مسلما؟

قالت: لأنك تصلي صلاة على غير ما تعودناه من المسلمين، فأفهمتها أن صلاتي الآن تقبل بهذه الكيفية، لأنني لا أستطيع الوقوف، فقالت: وغير ذلك فهناك أسباب أخرى كثيرة، فقد تعودنا منك أحسن المعاملة، وأجمل المشاعر، فكنت حديثنا دائما ونحن في سكننا، أما كنت ترى الكثير من الممرضات، اللاتي كن تحضرن لرؤيتك، وكنت تدعوهن جميعا إلى الدخول، وتصر على ذلك وتحرص على إعطائهن الحلوى والهدايا والورود، مما كان لديك، كنا دائما نتحدث كثيرا عنك حين نعود من عملنا.

فعرفتها أنني مسلم، وأن أخلاق المسلمين هي أن أكون معكن، كما تذكرين.

فقالت: ولكن الجميع معاملتهم ليست على طريقتك، وعلى كل حال، أريد أن تعرفني إسلامك، فسألتها ما ديانتك؟ فقالت: بوذية، ومنذ فترة أبحث عن الحقيقة وأريد الوصول إليها، حتى رأيتك، وكنت في انتظار أن تتحسن حالتك، وأتحدث معك فيما أريد، والآن حانت الفرصة وأطلب أن تحدثني عن الإسلام، وطلبت من زوجتي أن تحضر كتاب "مبادئ الإسلام بالإنجليزية للمودودي"، فأحضرت نسختين فأعطيتهما إياها وقبل أن تفرغ من قراءتها وتعرف شيئا عن الإسلام، طلبت من الأخ الفاضل الأستاذ كامل الهلباوي أن يحضر بعض المطبوعات عن الإسلام بالكورية، فأحضر لي مجموعات متكاملة بالكورية والإنجليزية وخلافه، من الندوة العالمية للشباب الإسلامي، فنظمت منها مجموعة وناولتها إلى الممرضة.

وبعد أيام جاءتني وقالت: أريد أن أسلم، فماذا أفعل؟ ومعي تسع ممرضات كلهن قرأن ويردن الإسلام، وأطلب لهن كتابا من الكتب التي أعطيتني إياها، فكونت تسع مجموعات، وطلبت مجموعة عاشرة لترسلها إلى والدها في كوريا، فأحضرت لها ما أرادت، وكانت تحضر للتدارس معي بعض الأمور في كيفية الطهارة والصلاة، وكان مما قالت: الصلاة يقرأ فيها القرآن فما هو القرآن؟ فأشرت لها إلى المصحف، ثم أحضرت لها نسخة مترجمة بالإنجليزية، فأخذتها، وبعد عدة أيام قالت: لقد نسيت كل شيء حولي وانتقلت إلى عوالم أخرى لم أكن أدري عنها شيئا وأنا الآن أعيش فقط، مع القرآن، وطلبت نسخا منه للممرضات اللاتي أخذت مني لهن مجموعات الكتب، فأخبرتها بتعذر ذلك، فعادت

<<  <  ج: ص:  >  >>