وسمع أنس بن مالك - رضي الله عنه - بعض الممارين في الدين يتكلمون في الحوض، فقال لقد تركت عجائز خلفي ما تصلي واحدة منهن إلا سألت الله أن يسقيها من حوض النبي - صلى الله عليه وسلم -.
إنهم كانوا على يقين بوجود حوض النبي - صلى الله عليه وسلم -
ولقد دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنس بن مالك أكثر من مرة وكان من دعائه له:"اللهم ارزقه مالاً وولدًا، وبارك له"، وقد استجاب الله سبحانه دعاء نبيه، فكان أنس أكثر الأنصار مالا، وأوفرهم ذرية، حتى إنه رأي من أولاده وحفدته ما يزيد على المائة، وقد بارك الله له في عمره حتى عاش قرنًا كاملاً وفوقه ثلاث سنوات، وكان أنس شديد الرجاء لشفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - له يوم القيامة، فكثيرًا ما كان يقول: إني لأرجو أن ألقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يوم القيامة فأقول له: يا رسول الله، هذا خويدمك أنس. (١)
لقد كان على يقين في البركة في رزقه وأولاده، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - دعا له بذلك. بشره بالجنة: عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حائط (بستان) من حيطان المدينة، وجاء رجل فاستفتح، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: افتح له وبشره بالجنة، ففتحت له، فإذا أبو بكر، فبشرته بما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، فحمد الله، ثم جاء رجل فاستفتح، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: افتح له وبشره بالجنة، ففتحت له فإذا هو عمر، فأخبرته بما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، فحمد الله، ثم استفتح رجل، فقال لي - صلى الله عليه وسلم -: افتح له وبشره بالجنة، على بلوي تصيبه، فإذا عثمان، فأخبرته بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحمد الله ثم قال: الله المستعان [رواه البخاري].
وبالفعل كانت خلافة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - مليئة بالفتن، وقتل شهيدًا في نهاية حياته.
ثقة عمر
كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يعلم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه سيُقتل، وسيلقي الله شهيدًا، قال أنس بن مالك - رضي الله عنه -: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - صعد أحد وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم،