الجنَّةِ, بعيدٌ من النَّاسِ, قريب من النَّار. ولجاهِلٌ سخيٌّ أحبُّ إِلي الله من عابدٍ بخيلٍ)). رواه الترمذي [١٨٦٩].
١٨٧، - * وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأنْ يتصدَّقَ المرءُ في حياتهِ بدرهم خيرٌ لهُ من أن يتَصدَّقَ بمائةٍ عندَ موته)). رواه أبو داود. [١٨٧،]
١٨٧١ - وعن أبي الدرداء رضي اللهُ عنه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ((مثلُ الذي يتَصدَّقُ عندَ موتهِ أو يُعتِقُ، كالذي يُهْديِ إِذا شَبِع)). رواه أحمد، والنسائي، والدارمي، والترمذي وصححه. [١٨٧١]
١٨٧٢ - وعن أبي سعيدٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (خَصلتانِ لا تجتمعانِ
ــ
فهو قريب من الله وقريب من الناس، فلا يكون منزله إلا الجنة، ومن لم يؤدها فأمره علي عكس ذلك، ولذلك كان العابد البخيل أحط مرتبة من الجاهل السخي، وكان يقتضي التطابق بين القرينتين أن يقال: ((ولجاهل سخي أحب إلي الله من عالم بخيل))، أو ((عابد سخي أحب إلي الله من عابد بخيل)) فخولف ليفيد أن الجاهل غير العابد السخيِّ أحبُّ إلي الله من العالم العابد البخيل، فيا لها من حسنة غطت علي عيبين عظيمين، ويا لها من سيئة عفت حسنتين خطرتين!.
الحديث الثانى عن أبي سعيد: قوله: ((عند موته)) أي عند احتضاره الموت، أوقع هذه الحياة مقابلا لقوله:((في حياته)) إشارة إلي أن الحياة الحقيقية التي يعتد فيها بالتصدق هي أن يكون المرءُ صحيحًا شحيحًا، يخشى الفقر، الحديث كما مر. وقوله:((بمائة)) يريد بها الكثرة، كما يراد بدرهم القلة، ويشهد له ما جاء في بعض النسخ ((بماله)) بدل ((بمائة)) أي بجميع ماله.
الحديث الثالث عن أبي الدرداء قوله ((كالذي يهدى إذا شبع)) شبه ترك تأخير الصدقة عن أوانه بمن تفرد بالأكل واستأثر لنفسه، ثم إذا شبع يؤثره علي غيره، وإنما يحمد إذا كان عن إيثار، كما قال تعالي {ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} وما أحسن موقع ((يهدى)) في هذا المقام، ودلالتها علي الاستهزاء والسخرية بالمهدى.
الحديث الرابع عن أبي سعيد: قوله ((خصلتان لا تجتمعان)) مبتدأ موصوف والخبر محذوف، أي فيما أحدثكم به خصلتان لا تجتمعان، كقوله تعالي:{سورة أنزلناها} أي فيما أوحينا