للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المخيلَةَ، وإِنِ امرؤ شتمَكَ وعيَّرك بما يعلَمُ فيك، فلا تعيِّرْه بما تعلمُ فيه، فإِنَّما وبالُ ذلكَ عليه)). رواه أبو داود، وروى الترمذي منه حديث السلام. وفي رواية: ((فيكونُ لكَ أجرُ ذلك ووبالُهُ عليه)) [١٩١٨].

١٩١٩ - وعن عائشة، أنهم ذبحوا شاةً، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((ما بقي منها؟)) قالت: ما بقيَ منها إِلا كَتِفُها، قال: ((بقىَ كلُّها غَيْرَ كتِفِها)). رواه الترمذي وصحَّحه. [١٩١٩].

ــ

سؤاله ((أنت رسول الله) قلت: هو من الأسلوب الحكيم، أي لا تسأل عن كوني رسول الله، فإن ذلك مقرر ثابت لا شك فيه، ولكن سل عما بعثت له من كوني رحمة للعالمين، ورسول أرحم الراحمين. ونظيره قول قوم صالح لمؤمنيهم: {أتعلمون أن صالحاً مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون}.

قوله: ((أنبتها لك)) أي صيرها ذات نبات، أي بدل بها خصباً. قوله: ((بأرض قفر)) قيل: هي الفلاة الخالية من النبات والشجر. والمراد منه المفازة المهلكة. يقال: عهد إليه إذا أوصاه.

قوله: ((وأن تكلم أخاك)) مصدر وعامله محذوف، تقديره: كلم أخاك تكليما، فلما حذف الفعل، أضيف المصدر إلي الفاعل، وهو معطوف علي النهي، نحو قوله تعالي: {وبالوالدين إحساناً} عطفاً علي ((لا تشركوا)) أي لا تشركوا به شيئاً، فأحسنوا بالوالدين إحساناً

قوله: ((من المخيلة)) ((نه)): يقال: اختال الرجل فهو ذو خيلاء، وذو خالٍ، وذو مخيلة، وذو كبر، وإضافة عام إلي سنة ليست من إضافة الشيء إلي نفسه؛ لأن السنة غلبت علي القحط حيث لا يكاد يفهم منها غير القحط، ومن ثم نكرت وأضيف إليها.

الحديث الثالث عشر عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((بقى كلها غير كتفها)) ولما جعلت المشاهد المحسوس باقياً، والغائب فإنياً علي سبيل الحصر عكس صلوات الله عليه، أي ما تشاهدونه وتختصون به أنفسكم خيال؛ لأنه في معرض الفناء، ووشك الزوال وما تؤثرونه عليها وإن كان غائباً فهو ثابت عند الله، ووعده الصادق كما قال الله تعالي: {ما عندكم ينفد وما عند الله باق}.

<<  <  ج: ص:  >  >>