١٩٢٠ - وعن ابنِ عبَّاسٍ، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما مِنْ مُسلمٍ كَسا مُسلماً ثوباً؛ إِلَاّ كانَ في حفظٍ منَ اللهِ ما دامَ عليهِ منهُ خِرقة)). رواه أحمد، والترمذي. [١٩٢٠].
١٩٢١ - وعن عبدِ الله بنِ مسعودٍ، يرفعُه، قال:((ثلاثة يُحبُّهمُ اللهُ: رجل قامَ منَ الليلِ يتلو كتابَ اللهِ، ورجل يتصدَّقُ بصدقةٍ بيمنه يُخفيها- أراه قال: منْ شمالهِ-، ورجل كانَ في سريةٍ فانهزَمَ أصحابُه، فاستَقبلَ العدُوَّ)). رواه الترمذي، وقال: هذا حديث غيرُ محفوظٍ، أحدُ رُواته أبو بكرِ بنُ عياشٍ، كثيرُ الغلًط.
١٩٢٢ - وعن أبي ذرِّ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة يُحبهم اللهُ، وثلاثة يَبغُضهم اللهُ؛ فأما الذينَ يُحبُّهم اللهُ: فرجل أتى قوماً فسألَهم باللهِ ولم يسألهم لقَرابة بينَه وبينهم، فمنًعوه، فتخلفَ رجل بأعيانِهم، فأعطاه سراً، لا يعلَمُ بعطِيَّتِه إِلَاّ اللهُ
ــ
الحديث الرابع عشر عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((في حفظ من الله)) لم يقل: في حفظ الله؛ ليدل التنكير علي نوع تفخيم وشيوع، هذا في الدنيا. وأما في الآخرة فلا حصر ولا عد لثوابه وكلاءته، ومن ثم ترك ذكره. ومنه قوله تعالي:{حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها} لم يذكر الجزاء؛ ليدل علي ما لا يدخل تحت الوصف من الكرامة والبشارة، يعنى إذا جاءوها كان كيت وكيت، وفتحت أبوابها.
الحديث الخامس عشر عن ابن مسعود: قوله: ((يرفعه)) أي يرفع الحديث إلي النبي صلى الله عليه وسلم، ولو لم يقل هذا لأوهم أن يكون الحديث موقوفاً علي ابن مسعود؛ لقوله بعده:((قال: ثلاثة)) ولم ينسبه إلي النبي صلى الله عليه وسلم.
الحديث السادس عشر عن أبي ذر: قوله: ((فسألهم بالله)) أي مستعطفاً بالله قائلاً: أنشدكم بالله أعطوني كذا. قوله:((فتخلف رجل بأعيانهم)) ((تو)): كذا رواه النسائي في كتابه، والمعنى أنه ترك القوم المسئول عنهم خلفه، وتقدم فأعطاه. والمراد بالأعيان الأشخاص. ويحتمل أنه أراد بذلك أنه سبقهم بهذا الخير، فجعلهم خلفه، وقد وجدت الطبرإني ذكر في كتابه الموسوم بـ ((المعجم الكبير)) ((فتخلف رجل عن أعيانهم)) وهذا أشبه وأشد من طريق المعنى، وإن كانت الرواية الأولي أوثق من طريق السند، والمعنى أنه تأخر عن أصحابه حتى خلا بالسائل، فأعطاه سراً.