للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وسنذكر حديث ابن مسعود: لما أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم في ((باب المعراج)) إن شاء الله تعالي

الفصل الثانى

٢١٣٣ - عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثة تحت العرش

ــ

{فأستعذ} وقوله: {فتوبوا بارئكم فاقتلوا أنفسكم} علي أن التوبة عين القتل، ونظائره في كلام الله العزيز غير عزيز. المعنى جمع كفيه ثم عزم علي النفث فيهما فقرأ فيهما، أو لعل السر في تقديم النفث علي القراءة، مخالفة السحرة البطلة، علي أن أسرار الكلام النبوى جلت عن أن تكون مشروع كل وارد. وبعض من لا بد له في علم المعانى لما أراد التقصى عن الشبهه، تشبث بأنه جاء في صحيح البخاري بالواو وهو يقتضى الجمعية لا الترتيب، وهو زور وبهتان، حيث لم أجد فيه، وفي كتاب الحميدى وجامع الأصول إلا بالفاء.

قوله: ((بدأ بهما)) إلي اَخره بيان لجملة قوله: ((يمسح بهما ما استطاع من جسده)) أو بدل منه، كقول الشاعر:

أقول له: ارحل لا تقيمن عندنا

فإن ((لا تقيمن)) بدل من ((ارحل) وكقول الَاخر:

متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا ... تجد حطباً جزلاً وناراً تأججا

لكن قوله: ((ما استطاع من جسده)) وقوله: ((يبدأ)) يقتضيان أن يقدر: يبدأ بهما علي رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده ثم ينتهي إلي ما أدبر من جسده.

الفصل الثانى

الحديث الأول عن عبدالرحمن: قوله: ((ثلاثة تحت العرش)) ((قض)): ((تحت العرش)) عبارة عن اختصاص هذه الاشياء الثلاثة من الله بمكان، وقرب منه، واعتبار عنده، بحيث لا يضيع أجر من حافظ عليها، ولا يهمل مجازاة من يضيعها، وأعرض عنها، كما هو الحال المقربين عند السلطان الواقفين تحت عرشه، فإن التوصل بهم، والإعراض عنهم، وشكرهم، وشكايتهم يكون لها تأثير عظيم لديه.

ووجه اختصاص هذه الثلاثة بالذكر: أن كل ما يحاوله الإنسان إما أن يكون أمراً دائراً بينه وبين الله تعالي، لا يتعلق بغيره، وإما أن يكون دائراً بينه وبين عامة الناس، وإما أن يكون

<<  <  ج: ص:  >  >>