للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

في الأحاديث، فدخلت علي عليّ رضي الله عنه، قأخبرتهُ، فقال: أوقد فعلوها؟ قلت: نعم. قال. أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ألا إنها ستكون فتنة)). قلت:

ــ ظرف، والمرور به محذوف، يدل عليه قوله ((فإذا الناس يخوضون)). ((غب)): الخوض هوالشروع في الماء والمرور فيه، ويستعار في الامور، وأكثر ما ورد في القرآن ورد فيما يذم الشارع الشروع فيه نحو قوله تعالي: {ذرهم في خوضهم يلعبون}. قوله: ((ما المخرج منها)) ((تو)) المخرج - بفتح الميم - موضع الخروج، وهو ايضاًمصدر، تقول: خرجت خروجاً ومخرجاً، المعنى ما السبب الموصل عند وقوع تلك الفتنة الي التقصى عنها، والتخلص منها.

قوله: ((هو الفصل ليس بالهزل)) من قوله تعالي: {إنه لقول فصل وما هو بالهزل}. ((قض)): ((هو الفصل)) أي الفاصل بين الحق والباطل، وصف بالمصدر مبالغة كرجل عدل. ((ليس بالهزل)) أي جد كله ليس فيه ما يخلو عن إتقان وتخقيق، أو يعرى عن أمر خطير وقائدة عظمة، فيتساهل فيه. وقوله: ((كتاب الله)) علي حذف المضاف، أي التمسك بالكتاب، ليطابق السؤال.

وأقول: والأحسن ما ذهب إليه الشيخ التوربشتى من تقدير المضاف في السؤال حيث قال: ما السبب الموصل؛ لأن كتاب الله مفسر في الحديث بالحبل المتين، والسبب في أصل اللغة هو الحبل، فيصح حمله عليه.

و ((من)) في قوله: ((من جبار)) بيإنية، حال من الضمير المستتر في ((تركه)((قض)): بين ليدل علي أن الحامل له علي الترك، والإعراض عنه إنما هو التجبر والحماقة، والجبار لا يطلق في صفة العبد إلا في معرض الذم، لانه لا يليق به. و ((القصم)) كسر الشىء وإبانته، و ((قصمه الله)) و ((أضله الله)) يحتمل الخبر والدعاء. ((حبل الله المتين)) أي الوصلة التي يوثق عليها. فيتمسك بها من أراد الترقى والعروج إلي معارج القدس وجوار الحق. ((وهو الذكر)) أي المذكور ((الحكيم)) اي المحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، او المشتمل علي الحقائق، و ((الحكيم)) بمعنى ذو الحكمة. ((لا تزيع به الاهواء)) أي لا تميل عن الحق باتباعه او مادامت تتبعه. ((ولا تلتبس به الألسنة)) أي لا يختلط به غيره بحيث يشتبه الامر ويلتبس الحق بالباطل، فانه يقال يكفيك حفظه، قال تعالي {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}. ((ولا يشبع منه العلماء)) أي ات يحيط علمهم بكنهه: فيقفوا عن طلبه وقوف من شبع مطعوم، فإن الناظر فيه لا ينتهي إلي حد إلا وهو بعد طالب لحقائقه، باحث عن دقائقه. ((ولا يخلق عن كثرة الرد))

<<  <  ج: ص:  >  >>