٢١١٨ - وعن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه (بسم الله الرحمن الرحيم) رواه أبو داود.
٢٢١٩ - وعن علقمة، قال: كنا بحمص، فقرأ ابن مسعود سورة (يوسف)، فقال رجل: ما هكذا أنزلت. فقال عبد الله: والله لقرأتها علي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:((أحسنت)). فبينما هو يكلمه إذ وجد منه ريح الخمر. فقال: أتشرب الخمر وتكذب بالكتاب؟! فضربه الحد. متفق عليه.
٢٢٢٠ - وعن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر [رضي الله عنه] مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر: إن عمر أتإني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى إن استحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب
ــ
وأقبح صورة، حيث عكس وجعل الأشياء وأعزها وصلة إلي أذل الأشياء وأحطها. وهو أبلغ مما روي عنه صلى الله عليه وسلم ((ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مذعة لحم)) [لأنه أخبر عن وجهه بأنه عظم حرق ثم أكده بقوله: ((وليس عليه مزعة لحم))].
ومنه قول الشيخ الشاطبي:
تخيرهم نقادهم كل بارع ... وليس علي قرآنه متأكلا
سمعت شيخي عبد الرحمن الأفضلي رحمه الله يقول: من استجر الجيفة ببعض الملاهي والمعارف أهون ممن استجرها بالمصحف، وفي الإحياء: من طلب بالعلم المال كان كمن مسح أسفل مداسه ونعله بمحاسنه لينظفه.
الحديث الثاني عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((حتى ينزل عليه بسم الله)) هذا الحديث وما يسرد في آخر الباب دليلان ظاهران علي أن البسملة آية من كل سورة، أنزلت مكررة للفصل.
الحديث الثالث عن علقمة: قوله: ((فقال: أحسنت)) أي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لي: ((أحسنت)) وفي ظاهر قوله: ((يكذب بالكتاب)) أن من أنكر شيئاً من القراء المشهورة، فقد كذب بالكتاب، والمكذب كافر، لكن قالو: ليس بكافر؛ لأن إنكار القراءة إنكار في أداء الكلمة، لا في جوهرها، ولذلك أجرى عليه حد الشارب، لاحد المرتد، فنسبة التكذيب إليه تغليظ.
الحديث الرابع عن زيد بن ثابت: قوله: ((مقتل أهل اليمامة)) ((مقتل)) ظرف زمان، أي أيام قتل أهل اليمامة، واليمامة بلاد الجو، وكان يقال لها: زرقاء، يضرب بها المثل في قوة البصر، فيقال: أبصر من زرقاء اليمامة، ثم إن أبا بكر بعث خالد بن الوليد مع جيش من