للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢٢٢٥ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دعا أحدكم فلا بقل: اللهم اغفر لي إن شئت، ارحمني إن شئت، ارزقني إن شئت، وليعزم مسألته، غنه يفعل ما يشاء، ولا مكره له)) رواه البخاري.

٢٢٢٦ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم

ــ

((غب)): العهد: حفظ الشيء ومراعاته حالا بعد حال، وسمي الموثق الذي يلزم مراعاته عهدا، والاتخاذ: افتعال من الأخذ، وقد تعدى إلي مفعولين، ويجري مجرى الجعل. أقول: أصل الكلام، إني طلبت منك حاجة تسعفني إياها، ولا تخيبني فيها. فوضع العهد الموثق موضع الحاجة مبالغة في كونها مقضيه، {إن العهد كان مسئولا}، ووضع ((لن تخلفنيه)) موضع لا تخيبني فيها نظرا إلي أن الألوهية منافية لخلف الوعد، أو أن العهد إنما يقع بين الاثنين فيوحي علي كل واحد من المتعاهدين مراعاته بالحفظ والاستيفاء، فوضع ((لن تخلفنيه)) موضع ((لن تنقضه)) مبالغة كما مر.

((قض)): قوله: ((فإنما أنا بشر)) تمهيد لمعذرته فيما يندر عنه صلى الله عليه وسلم، لأن من لوازم البشرية الغضب المؤدي إلي ذلك. وقوله: ((فأي المؤمنين)) إلي آخره بيان وتفصيل لما كان يلتمسه، قابل أنواع الفظاظة والإيذاء بما يقابلها من أنواع التعطف والألطاف، وعد الأقسام الأول متناسقة من غير عاطف، وذكر ما يقابلها بالواو لما كان المطلوب معارضة كل واحد من تلك بهذه الأمور، وأقول: لعل قوله: ((شتمته، لعنته، جلدته)) تفصيل لقوله ((آذيته)) ومن ثم أفرد الضمير ثلاثة، وإتيانه في قوله: ((صلاة وزكاة وقربة)) ليجمعها بإزاء واحدة من تلك الخلال علي سبيل الاستقلال، وليس من باب اللف والنشر*، ((تو)): و ((الصلاة)) وضعت ها هنا موضع الترحم والرأفة، و ((الزكاة)) يراد بها الطهارة من الذنوب، والنماء، والبركة في الأفعال. وهذه هي الرأفة التي أكرم الله بها وجهه حتى حظي بها المسيء، فما ظنك بالمحسن؟. قال الله تعالي: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم- إلي قوله- بالمؤمنين رءوف رحيم} وقال تعالي: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}.

الحديث الثالث والرابع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((وليعزم مسألته)) ((نه)): أي يجد فيها ويقطعها. ((مظ)): نهي عن قوله: ((إن شئت)) في الدعاء؛ لأنه شك في القبول، بل ليعزم مسألته، وليكن متيقنا في قبول الدعاء، فإن الله تعالي كريم لا بخل عنده، وقدير لا يعجز عن شيء، ولا يكرهه أحد، ولا يحكم عليه، فلا يجوز أن يقال: اغفر لي إن شئت.

<<  <  ج: ص:  >  >>