للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٢٦٦ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالي قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي

ــ

مقدار شبر. وقوله: ((يمشي)) و ((هرولة)) حالان. وقوله: ((خطيئة)) و ((مغفرة)) تمييزان، و ((هرولة)) يجوز أن تكون مفعولا مطلقا؛ لأنه نوع من الإتيان نحو رجعت القهقرى، لكن الحمل علي الحال أولي؛ لأن قرينته ((يمشي)) حال لا محالة.

((تو)): الحديث علي الوجه الذي ورد في المصابيح من رواية أبي ذر: ((من تقرب مني شبرًا تقربت منه ذراعًا، ومن تقرب مني ذراعًا تقربت منه باعًا)) هكذا مخرج في كتاب ابن ماجة، وفي كتاب مسلم ((تقربت إليه ذراعًا، تقربت إليه باعًا)). ولما ذكر الحديث في قسم الصحاح لم يكن له أن يأتي فيه بما لا يوجد في الكتابين - كتاب البخاري وكتاب مسلم، وذلك من التجوز الذي لا يتدين به المحدثون. أقول: هذا الحديث من أفراد مسلم، ذكره الحميدي في كتابه كما في المصابيح والمشكاة. وكذا في نسخة معتمدة لمسلم, وعلي هذا شرحه الشيخ محيي الدين النواوي، ولعل الشيخ وجد نسخة علي ما نقله فأخذ يطعن علي مؤلف المصابيح، ولا يسعه ذلك.

الحديث السادس عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله ((من عادى لي وليا)) ((نه)): الولي: هو الناصر. وقيل: المتولي للأمور. ((شف)): الولي له معنيان: أحدهما أنه فعيل بمعنى مفعول، وهو من يتولي الله تعالي أمره فلا يكله إلي نفسه لحظة، قال الله تعالي: ((وهو يتولي الصالحين))، وثإنيهما أنه فعيل بمعنى فاعل مبالغة، وهو الذي يتولي عبادة الله تعالي وطاعته. وكلا الوصفين شرط في ولاية الولي، فيجب قيامه بحقوق الله تعالي علي الاستقصاء والاستبقاء؛ ليدوم حفظ الله تعالي وتولي أموره إياه في السراء والضراء. و ((آذنته)) أعلمته، أي فقد أعلمت معادي وليي بمحاربتي معه وليي. وفي قوله: ((ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه)) إرشاد إلي أن باب [المحبة] * إلي الله تعالي للعبد هو التقرب إلي الله تعالي بالنوافل الزائدة علي الفرائض فلا يزال العبد يتقرب إلي الله تعالي بأنواع الطاعات، ويرتقي من مقام إلي آخر بأصناف الرياضات، حتى يحبه الله، فيستغرق بملاحظة جناب قدسه بحيث ما لاحظ شيئا إلا رأي الله تعالي فيه، وهو آخر درجات السالكين وأول درجات الواصلين.

قول: ((فكنت سمعه)) ((حس)): سئل أبو عثمان الخيري عن معنى هذا الخبر، فقال: كنت أسرع إلي قضاء حوائجه من سمعه في الاستماع، وبصره في النظر، ويده في اللمس، ورجله في المشي، [((خط))]: هذه أمثال ضربها، والمعنى- والله أعلم- توفيقه في الأعمال التي

<<  <  ج: ص:  >  >>