في الأسرار، ويسنح عن الشوق، فيضرب الجوارح طربا، أو حزنا عند ذلك. وقيل: الوجد وجود نسيم الحبيب، كقوله سبحانه وتعالي:} إني لأجد ريح يوسف {،وقيل: الوجد نيران الأنس تثيرها رياح القدس.
((الماجد)) بمعنى المجيد، إلا أن في المجيد مبالغة ليست في الماجد، وقد سبق الكلام فيه.
((الواحد الأحد)) ((الأحد)) ليس في جامع الترمذي، والدعوات للبيهقي، وشرح السنة، لكن ثبت في جامع الأصول ((الواحد والأحد)) مأخوذان من الوحدة، فإن أصل ((أحد)) وحد- بفتحتين- فأبدلت الواو همزة، والفرق بينهما من حيث اللفظ من وجوه: الأول: أن أحدا لا يستعمل في الإثبات علي غير الله، فيقال: الله أحد، ولا يقال: زيد أحد، كما يقال: زيد واحد، وكأنه بني لنفي ما يذكر معه من العدد. والثاني أن نفيه يعم، ونفي الواحد قد لا يعم، ولذلك صح أن يقال: ليس في الدار واحد بل فيها اثنان، ولا يصح ذلك في ((أحد))؛ فلذلك قال تعالي:} لستن كأحد من النساء {، ولم يقل لستم كواحدة. الثالث: أن الواحد يفتح به العدد، ولا كذلك الأحد. الرابع: أن الواحد يلحقه التاء بخلاف الأحد. ومن حيث المعنى أيضا وجوه: الأول: أن أحدا من حيث البناء أبلغ من واحد كأنه من الصفات المشبهة التي بنيت بمعنى الثبات وتشهد له الفروق اللفظية المذكورة. الثاني: أن الوحدة تطلق ويراد بها عدم التجزؤ، وتطلق ويراد بها عدم التثني، والنظير كوحدة الشمس، والواحد يكثر إطلاقه بالمعنى الأول، والأحد يغلب استعماله في الثاني، ولذلك لا يجمع. قال الأزهري: سئل أحمد بن يحيي عن الآحاد أنه جمع أحد؟ فقال: معاذ الله! ليس للأحد جمع، ولا يبعد أن يقال: جمع واحد، كالأشهاد في جمع شاهد. ولا يفتح به العدد، وإليه أشار من قال: الواحد للوصل، والأحد للفصل، فمن الواحد وصل إلي عباده ما وصل من النعم، ومن الأحد فصل منهم ما فصل من النقم. الثالث: ما ذكره بعض المتكلمين في صفاته تعالي خاصة، وهو الواحد باعتبار الذات، والأحد باعتبار الصفات.
وحظ العبد: أن يغوص لجة التوحيد، ويستغرق فيه، حتى لا يرى من الأزل إلي الأبد غير الواحد الصمد. قال الشيخ أبو بكر بن فورك: الواحد في وصفه تعالي له ثلاثة معان حقيقة: أحدها: أنه لا قسم لذاته، أنه غير متبعض، ولا متجزئ. والثاني: أنه لا شبيه له، والعرب تقول: فلان واحد في عصره، أي لا شبيه له.
يا واحد العرب الذي ما في الأنام له نظير ... لو كان مثلك آخر ما كان في الدنيا فقير
والثالث: أنه واحد علي معنى أنه لا شريك له في أفعاله، يقال: فلان متوحد في هذا الأمر، أي ليس يشركه فيه أحد.