٢٢٩٩ - وعن سعد بن أبي وقاص. قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:((أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟)) فسأل سائل، من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: يسبح مائة تسبيحة، فيكتب له مائة حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة)) رواه مسلم.
وفي كتابه: في جميع الروايات عن موسى الجهني: ((أو يحط))، قال أبو بكر البرقإني: ورواه شعبة، وأبو عوانة، ويحيي بن سعيد القطان عن موسى، فقالوا:((ويحط)) بغير ألف. هكذا في كتاب الحميدي.
٢٢٣٠ - وعن أبي ذر، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الكلام أفضل؟ قال:((ما اصطفي الله لملائكته سبحان الله وبحمده)) رواه مسلم.
ــ
فلا يتعبه كالشيء الثقيل، فذكر المشبه به وأراد المشبه، وأما الثقل فعلي الحقيقة عند علماء أهل السنة؛ إذ الأعمال تتجسم حينئذ، والخفة والسهولة من الأمور النسبية فهما مختصران من قوله:((سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله، والله أكبر)) فتدبر.
وفيه حث علي المواظبة عليها، وتحريض علي ملازمتها، وتعريض بأن سائر التكاليف صعبة شاقة علي النفس ثقيلة، وهذه خفيفة سهلة عليها، مع أنها تثقل في الميزان ثقل غيرها من التكاليف، فلا يتركوها إذا. روى في الآثار أنه سئل عيسى عليه السلام: ما بال الحسنة تثقل، والسيئة تخف؟ فقال: لأن الحسنة حضرت مرارتها، وغابت حلاوتها، فلذلك ثقلت عليكم، فلا يحملنكم ثقلها علي تركها، فإن بذلك ثقلت الموازين يوم القيامة،، والسيئات حضرت حلاوتها، وغابت مرارتها، فخفت عليكم، فلا يحملنكم علي فعلها خفتها، فإن بذلك خفت الموازين يوم القيامة.
الحديث السادس عن سعد: قوله: ((وفي كتابه)) إلي آخر الفصل مذكور في شرح صحيح مسلم. أقول: يختلف معنى الواو وأو إذا أريد به أحد الأمرين، وأما إذا أريد به التنويع. فهما سيان في القصد.
الحديث السابع عن أبي ذر رضي الله عنه: قوله: ((اصطفي الله لملائكته)) لمح به إلي قوله تعالي:} ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك {،ويمكن أن تجعل هذه الكلمة مختصرة من قوله:((سبحان الله، والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)) لما سبق أنه سبحان الله)) تنزيه