٢٣٠٢ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله: ((من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو علي كل شيء قدير في اليوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه)) متفق عليه.
٢٣٠٣ - وعن أبي موسى الأشعري، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((يأيها الناس! أربعوا علي أنفسكم؛ إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنكم تدعون سميعا بصيرا، وهو معكم،
ــ
مكيال، فإنه يجمع علي مداد، وكلمات الله علمه، وقيل: كلامه، وقيل: يراد به القرآن، وذكر العدد علي المجاز مبالغة بالكثرة؛ لأنها لا تتعدد ولا تنحصر.
((مح)) فيه ترقى. أقول: قوله: ((أربع كلمات)) يقتضي تقدير الناصب في كل من المنصوبات؛ إذ الكلمات خمس، كأنه قيل: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، وسبحان الله وبحمده رضي نفسه، وهلم جر. فإن قلت: كيف أصرح في القرينة الأولي بالعدد، وفي الثالثة بالزنة، وعزل الثانية والرابعة عنهما؟ قلت: ليؤذن بأنهما لا يدخلان في جنس المعدود والموزون، ولا يحصرهما المقدار لا حقيقة ولا مجازا، فيحصل الترقي حينئذ من عدد الخلق إلي رضي الله، ومن زنة العرش إلي مداد الكلمات.
الحديث التاسمع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((محيت عنه مائة سيئة)) ((مح)):جعل في هذا الحديث التهليل ماحيا للسيئات مقدارا معلوما، وفي حديث التسبيح جعل التسبيح ماحيا لها مقدار زبد البحر، فيلزم أن يكون التسبيح أفضل، وقد قال في حديث التهليل:((ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به))؟ أجاب القاضي عياض: أن التهليل المذكور في هذا الحديث أفضل؛ لأنه جزاءه مشتمل علي محو السيئات، وعلي عتق عشر رقاب، وعلي إثبات مائة حسنة، والحرز من الشيطان.
الحديث العاشر عن أبي موسى: قوله: ((أربعوا علي أنفسكم)) أي ارفقوا بها، يقال: أربع علي نفسك، أي انتظر، وقيل: المعنى أمسكوا عن الجهر وقفوا عنه،، من أربع الرجل بالمكان، إذا وقف عن السير وأقام. قوله:((إنكم تدعون سميعا بصيرا)) كالتعليل لقوله: ((لا تدعون أصم))،وقوله:((وهو معكم)) لقوله ((ولا غائبا)).فإن قلت: فما فائدة الزيادة في قوله: ((بصيرا))؟ قلت: السميع البصير أشد إدراكا وأكمل إحساسا من الضرير والأعمى.