للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)) قال: ((ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة. ومن قالها بالليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو في الحنة)).رواه البخاري.

الفصل الثاني

٢٣٣٦ - عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تعالي: يا ابن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك علي ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم! لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني، غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم! إنك لو لقيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا، لأتيتك بقرابها مغفرة)) رواه الترمذي. [٢٣٣٦]

ــ

معناه الاعتراف بالعجز، والقصور عن كنه الواجب من حقه عز وجل. أقول: ويجوز أن يراد بالعهد والوعد ما في قوله: تعالي:} وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم، وأشهدهم علي أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا بلي شهدنا {.

قوله: ((أبوء لك)) ((نه)):أي ألتزم وأرجع، وأقر، وأصل البوء اللزوم، ومنه الحديث ((فقد باء أحدهما)) أي ألزمه، ورجع به. أقول: اعترف أولا بأنه تعالي أنعم عليه، ولم يقيده ليشمل كل الإنعام، ثم أعترف بالتقصير، وأنه لم يقم بأداء شكرها، وعده ذنبا مبالغة في التقصير وهضم النفس.

الفصل الثاني

الحديث الأول عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((ما دعوتني)) أي ما دمت تدعوني، وترجو مغفرتي، ولا تقنط من رحمتي، فإني أغفر لك، ولا يعظم علي مغفرتك وإن كانت ذنوبك كثيرة وفي عدم المبالاة معنى قوله: ((لا يسأل عما يفعل)).قوله: ((عنان السماء)) ((نه)):العنان السحاب، وإضافته علي هذا المعنى إلي السماء غير فصيح، وأرى الصواب ((أعنان السماء))،وهي صفائحها، وما اعترض من أقطارها، وكأنها جمع عنن، فلعل الهمزة أسقطت عن بعض الرواة، أو ورد العنان بمعنى العنن.

<<  <  ج: ص:  >  >>