٢٣٣٨ - وعن ابن عباس ((رضي الله عنهما))،عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:((قال الله تعالي: من علم إني ذو قدرة علي مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي، ما لم يشرك بي شيئا)).رواه في ((شرح السنة)). [٢٣٣٨]
٢٣٣٩ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب)).رواه أحمد، وأبو داود، وابن ماجه. [٢٣٣٩]
ــ
أقول: يمكن أن يجعل من باب قوله: تعالي:} فخر عليهم السقف من فوقهم {تصويرا لارتفاع شأن السحاب، وأنها بلغت السماء، وأن يجعل من قوله:} أو كصيب من السماء {فإن فائدة ذكر السماء، والصيب لا يكون إلا منها، أنه جيء بها معرفة، فبقي أن يتصور من سماء، أي من أفق واحد من بين سائر الآفاق؛ لأن كل أفق من آفاقها سماء. و ((قراب الأرض)) ملاؤها، ومثله طباقها وطلاعها. قوله:((خطايا)) تمييز من الإضافة، نحو قولك: ملاء الإناء عسلا. قوله:((ثم لقيني لا يشرك)) ((ثم)) للتراخي في الإخبار، وأن عدم الشرك مطلوب أولي، ولذلك أعاد ((لقيني)) وعلقه به، وإلا لكان يكفي أن يقال: لو لقيني بقراب الأرض خطايا لا يشرك بي.
الحديث الثاني عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((من علم إني ذو قدرة)) ((مظ)):فيه أن اعتراف العبد بأنه تعالي قادر علي مغفرة الذنوب سبب للغفران، وهو نظير قوله:((أنا عن ظن عبدي)).أقول: إن قوله: ((من علم إني ذو قدرة علي مغفرة الذنوب)) تعريض بالوعيدية، وبمن قال: إن الله تعالي لا يغفر الذنوب بغير توبة، ويشهد للتعريض قوله:((ولا أبالي)) أي لا أحتفل بما يقوله المعتزلة القائلون بالحسن والقبح العقليين.
((حس)):روى أن حماد بن سلمة عاد سفيان الثوري، فقال له سفيان: يا أبا سلمة! أترى الله يغفر لمثلي؟ قال حماد: والله لو خيرت بين محاسبة الله تعالي إياي وبين محاسبة أبوي لاخترت محاسبة الله علي محاسبة أبوي لأن الله أرحم من أبوي.
الحديث الثالث عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((جعل الله له من كل ضيق مخرجا))