للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٣٤٠ - وعن أبي بكر الصديق ((رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة)).رواه الترمذي، وأبو داود. [٢٣٤٠]

٢٣٤١ - وعن أنس، قال: قال رسول الله: ((كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون)) رواه الترمذي، وابن ماجه، والدرامي. [٢٣٤١]

ــ

مقتبس من قوله تعالي:} ومن يتق الله يجعل له مخرجا {لأن من دوام الاستغفار وأقام بحقه، كان متقيا، وناظرا إلي قوله تعالي:} فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا {الآية، روى عن الحسن أن رجلا شكا إليه الجدب، فقال: استغفروا ربكم، وشكا إليه آخر الفقر، وآخر قلة النسل، وآخر قلة ريع أرضه، فأمرهم كلهم بالاستغفار، فقيل له: شكوا إليك أنواعا، فأمرتهم كلهم بالاستغفار؟ فتلا الآية.

الحديث الرابع عن أبي بكر رضي الله عنه: قوله: ((ما أصر)) قال الشيخ ابن عبد السلام في كتابه القواعد: وقد جعل الإصرار علي الصغيرة بمثابة ارتكاب الكبيرة، قال صلى الله عليه وسلم: ((لا صغيرة مع إصرار))،فما حد الإصرار، هل يثبت بمرة أو مرتين، أو بأكثر؟ قلنا: إذا تكررت الصغيرة منه تكرارا يشعر بقلة مبالاته بذنبه إشعار ارتكاب الكبيرة، ردت شهادته وروايته بذلك، وكذلك إذا اجتمعت صغائر مختلفة الأنواع حيث يشعر مجموعها بما يشعر به أصغر الكبائر. أقول: الإصرار ها هنا مطلق، أي من أصر علي الذنب، سواء كان صغيرة أو كبيرة، ولأن الاستغفار يرفع الذنوب كلها حتى الشرك.

الحديث الخامس عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((خطاء)) ((نه)):يقال: رجل خطاء، إذا كان ملازما للخطايا، غير تارك لها، وهو من أبنية المبالغة. أقول: إن أريد بلفظ الكل الكل من حيث هو كل، كان تغليبا؛ لأن فيهم الأنبياء، وليسوا مبالغين في الخطأ، وإن أريد به الاستغراق، وأن كل واحد واحد خطاء فلا يستقيم إلا علي التوزيع، كما تقول: هو ظلام لعبيده، أي يظلم كل احد واحد، فهو ظالم بالنسبة إلي كل أحد، وظلام بالنسبة إلي المجموع، وإذا قلت: هو ظلام لعبده، كان مبالغا في الظلم.

((مظ)):فيه تعميم جميع بني آدم حتى الأنبياء، لكنهم خصوا منه لكونهم معصومين، واختلفوا في أنهم معصومون عن الصغائر والكبائر، أم عن الكبائر، فمن قال: هم غير

<<  <  ج: ص:  >  >>