٢٣٤٢ - وعن أبي هريرة ((رضي الله عنه))،قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن المؤمن إذا أذنب كانت نكته سوداء في قلبه، فإن تاب واستغفر صقل قلبه، وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه، فذلكم الران الذي ذكر الله تعالي:} كلا، بل ران علي قلوبهم ما كانوا يكسبون {.رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجه. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح. [٢٣٤٢]
٢٣٤٣ - وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)).رواه الترمذي، وابن ماجه. [٢٣٤٣]
ــ
معصومين عن الصغائر استدلوا بعصيان آدم، وكذبا إبراهيم عليهما السلام، ومن قال: هم معصومين عن الصغائر أيضا، حملوا زلات الأنبياء علي النسيان، والخطأ، وهذا هو الأولي لما فيه تعظيم من تعظيم الأنبياء، وقد أمرنا بتعظيمهم. أقول: إخراجه الأنبياء من هذا الحديث بالنظر إلي بناء المبالغة، وإثبات الخطأ لهم بالنظر إلي التوزيع.
الحديث السادس عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((الران)) ((نه)):أصل الرين الطبع والتغطية، والران والرين سواء كالذم والذيم، والعاب والعيب. ((قض)):المعنى بالقصد الأول في التكليف بالأعمال الظاهرة، والأمر بمحاسنها، والنهي عن مقابحها هو ما تكتسب النفس منها من الأخلاق الفاضلة، والهيئات الذميمة، فمن أذنب ذنبا أثر ذلك في نفسه، وأورث لها كدورة ما، فإن تحقق قبحه وتاب عنه، زال الأثر، وصارت النفس مصقولة صافية، وإن انهمك فيه، وأصر عليه زاد الأثر، وفشا في النفس، واستعلي عليها، وصار من أهل الطبع.
وقوله:((فذلكم الران)) أي فذلك الأثر المستعلي ما أخبر الله تعالي وعبر عنه بقوله:} ران علي قلوبهم {أي غلب واستولي علي قلوبهم ما كانوا يكسبون من الذنوب. وأدخل حرف التعريف علي الفعل، لما قصد به حكاية اللفظ، فأجراه مجرى الاسم، وشبه تأثر النفس باقتراف الذنوب بالنكتة السوداء من حيث إنهما يضادان الجلاء والصفاء، وأنت الضمير الذي في ((كانت)) الراجع إلي ما دل عليه ((أذنب)) لتإنيثها علي تأويل السيئة. تم كلامه.
وروي ((نكتة)) بالرفع علي أن ((كان)) تامة، فلا بد من الراجع، أي حدثت نكتة من أي من الذنب. ((مظ)):هذه الآية نازلة في حق الكفار، ولكن ذكرها في الحديث تخويف للمؤمنين، لكي يحترزوا عن كثرة الذنوب؛ لأن المؤمن لا يكفر بكثرة الذنوب، لكن يصير قلبه مسودا بها، فيشبه الكافر في اسوداد القلب.
الحديث السابع عن ابن عمر رضي الله عنهما: قوله: ((ما لم يغرغر)) ((نه)):الغرغرة أن يجعل المشروب في الفم، ويردد إلي أصل الحلق، ولا يبلغ، فالمعنى ما لم تبلغ روحه حلقومه،