٢٣٤٤ - وعن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الشيطان قال: وعزتك يا رب! لا أبرج أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم. فقال الرب عز وجل: وعزتي وجلالي وارتفاع مكإني، لا أزال أغفر لهم ما استغفروني)) رواه أحمد. [٢٣٤٤]
فيكون بمنزلة الشيء الذي يتغرغر به المريض. ((قض)):اعلم أن توبة العبد المذنب مقبولة ما لم يحضره الموت، فإذا حضره لم ينفعه؛ كما قال تعالي:} وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن {.وذلك لأن من شرط التوبة العزم علي ترك الذنب المتوب عنه، وعدم المعاودة عليه، وذلك إنما يتحقق مع تمكن التائب منه، وبقاء أوان الاختيار.
((مظ)):قال ابن عباس رضي الله عنهما: تقبل التوبة ما لم يعاين الرجل ملك الموت معناه أنه ما لم يتيقن الموت، لا أنه يرى ملك الموت بعينه؛ لأن كثير من الناس لم يره وفيه نظر، لقوله تعالي:} قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم {وقوله:} فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا {وهذا القائل من أين علم أن المحتضر لم ير ملك الموت؟ ((مظ)):هذا الخلاف في التوبة من الذنوب، أما لو استحل من مظلمة صح تحليله، وكذا لو أوصى بشيء أو نصب وليا علي أطفاله أو علي خير، صحت وصيته.
الحديث الثامن عن أبي سعيد رضي الله عنه: قوله: ((وعزتك يارب)) الحديث. فإن قلت: كيف المطابقة بين الحديث وبين قوله الله تعالي:} لأغوينهم أجمعين* إلا عبادك منهم المخلصين* قال الحق والحق أقول* لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين {فإن الآية دلت علي أن المخلصين هم الناجون فحسب، والحديث دال علي أن غير المخلصين أيضا ناجون؟ قلت: قيد قوله تعالي:} ممن تبعك {أخرج العاصين المستغفرين منهم؛ لأن المعنى ممن تبعك، واستمر علي المتابعة، ولم يرجع إلي الله ولم يستغفر. قوله:((وارتفاع مكإني)) عبارة عن علو شأنه من غير ذهاب إلي المكان، كقولهم: المجلس العالي.