٢٣٥٢ - وعن ابن عمر، قال: إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس يقول: ((رب! اغفر لي، وتب علي، إنك أنت التواب الغفور)) مائة مرة. رواه أحمد، والترمذي، وأبو داود، وابن ماجه. [٢٣٥٢]
٢٣٥٣ - وعن بلال بن يسار بن زيد مولي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: حدثني أبي، عن جدي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:((من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه. غفر له، وإنا كان قد فر من الزحف)).رواه الترمذي، وأبو داود، لكنه عند أبي داود: هلال بن يسار، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. [٢٣٥٣]
الفصل الثالث
٢٣٥٤ - عن أبي هريرة، قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم ((إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول: يارب إني لي هذه؟ فيقول: باستغفار ولدك لك)).رواه أحمد. [٢٣٥٤]
ــ
الحديث السادس عشر عن ابن عمر رضي الله عنهما: قوله: ((إن كنا)) ((إن)) هي المخففة من الثقيلة، و ((اللام)) هي الفارقة، وفيه معنى التأكيد، وأن العد واقع ألبتة، والمعدود قوله:((يقول)) علي تأويل أن يقول، كما في قوله: احضر الوغى، المعنى كنا نكثر أن نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم قول:((رب اغفر لي)) مائة مرة.
الحديث السابع عشر عن بلال: قوله: ((الحي القيوم)) يجوز فيهما النصب صفة لـ ((الله))،أو مدحا، والرفع بدلا من الضمير، أو خبر مبتدأ محذوف علي المدح. قوله:((من الزحف)) الزحف الجيش الدهم الذي يرى لكثرته كأنه يزحف، أي يدب دبيبا من زحف الصبي، إذا دب علي استه قليلا قليلا.
أقول: وفي تخصيص ذكر الفرار عن الزحف إدماج لمعنى أن هذا الذنب من أعظم الكبائر لأن سياق الكلام، وارد في الاستغفار، وعبارته في المبالغة عن حط الذنوب عنه، فيلزم بإشارته أن هذا الذنب أعظم الذنوب. ((مظ)):أراد بقوله: ((فر من الزحف)) أنه فرمن حرب الكفار حيث لا يجوز له الفرار، وذلك بأن لا يكون عدد الكفار علي مثلي عدد جيش المسلمين.
الفصل الثالث
الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((إن الله عز وجل ليرفع)) الحديث، دل الحديث علي أن الاستغفار يحط من الذنوب أعظمها، وهذا يدل علي أنه يرفع درجة غير المستغفر إلي ما لم يبلغها بعمله فما ظنك بالعامل المستغفر؟ ولو لم يكن في النكاح فضيلة