٢٣٥٥ - وعن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما الميت في القبر إلا كالغريق المتغوث، ينتظر دعوة تلحقه من أب، أو أم، أو أخ، أو صديق، فإذا لحقته كان أحب إليه من الدنيا وما فيها، وإن الله تعالي ليدخل علي أهل القبور من دعاء أهل الأرض أمثال الجبال، وإن هدية الأحياء إلي الأموات الاستغفار لهم)).رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)). [٢٣٥٥]
٢٣٥٦ - وعن عبد الله بن بسر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا)). رواه ابن ماجه، وروى النسائي في ((عمل يوم وليلة)) [٢٣٥٦]
٢٣٥٧ - وعن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:((اللهم اجعلني من الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أسأووا استغفروا)).رواه ابن ماجه، والبيهقي في ((الدعوات الكبير)). [٢٣٥٧]
٢٣٥٨ - وعن الحارث بن سويد، قال: حدثنا عبد الله بن مسعود حديثين: أحدهما عن الرسول صلى الله عليه وسلم، والآخر عن نفسه. قال: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه
ــ
غير هذا، لكفي به فضلا. فإن قلت: كيف طابق الباء في قوله: ((باستغفار)) و ((اللام)) في قوله: ((لي))؟ والظاهر أن يقال: لاستغفار. قلت: ليس بذلك، بل التقدير كيف حصل لي هذه؟ فقيل: حصل لك باستغفار ولدك.
الحديث الثاني والثالث عن عبد الله: قوله: ((لمن وجد في صحيفته)) فإن قلت: لم يقل: ((طوبى لمن استغفر كثيرا)) وما فائدة العدول؟ قلت: هو كناية عنه، فيدل علي حصول ذلك جزما، وعلي الإخلاص؛ لأنه إذا لم يكن مختصا فيه، كان هباء منثورا، فلم يجد في صحيفته إلا ما يكون حجة عليه، ووبالا له. قوله:((في عمل يوم وليلة)) هو ترجمة كتاب صنف في الأعمال اليومية والليلية.
الحديث الرابع عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((إذا أحسنوا استبشروا)) أي إذا أتو بعمل حسن، قرنوه بالإخلاص، فيترتب عليه الجزاء، فيستحقوا الجنة، ويستبشروا بها، كما قال:} وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون {فهو كناية تلويحية. وقوله:((وإذا أساءوا استغفروا)) عبارة أن لا يبتليه بالاستدراج، ويرى عمله حسنا، فإن الله يضله فيهلك، كما قال تعالي:} أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء {.