اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطو لنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل ((والمال))،اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل)) ,إذا رجع قالهن وزاد فيهن:((آيبون، تائبون، عائدون، لربنا حامدون)) متفق عليه.
٢٤٢١ - وعن عبد الرحمن بن سرجس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر يتعوذ من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، والحور بعد الكور، ودعوة المظلوم، وسوء المنظر في الأهل والمال. رواه مسلم.
ــ
قوله:((أنت الصاحب)) ((تو)):الصاحب هو الملازم، وأراد ذلك مصاحبة الله إياه بالعناية والحفظ، والاستئناس بذكره، والدفاع لما ينوبه من النوائب. و ((الخليفة)) هو الذي ينوب عن المستخلف، يعني أنت الذي أرجوه وأعتمد عليه في سفري وفي غيبتي عن أهلي، بأن يكون معيني وحافظي، وأن يلم شعثهم ويداوي سقمهم، ويحفظ عليهم دينهم وأمانتهم. قوله:((وعثاء السفر)) ((نه)):أي شدته ومشقته. ((فا)):يقال: رمل وعث، ورملة وعثاء، لما يشتد فيه السير للينه، ثم قيل: للشدة والمشقة: وعثاء علي التمثيل.
قوله:((وكآبة المنظر)) ((نه)):الكآبة تغير النفس بالانكسار من شدة الوهم والحزن، وقيل المراد منه الاستعاذة من كل منظر تعقبه الكآبة عند النظر إليه. قوله:((وسوء المنقلب)) ((فا)):أي ينقلب إلي وطنه فيلقى ما يكئب منه من أمر أصابه في سفره، أو ما تقدم عليه، مثل أن يعود غير مقضي الحاجة، أو أصابت ماله آفة، أو يقدم علي أهله فيجدهم مرضي، أو قد فقد بعضهم.
قوله:((لربنا حامدون)) ((لربنا)) يجوز أن يعلق بقوله: ((عابدون))؛لأن عمل اسم الفاعل ضعيف فيقوى به، أو بـ ((حامدون))؛ليفيد التخصيص، أي بحمد ربنا لا بحمد غيره، وهذا أولي؛ لأنه كالخاتمة للدعاء، ومثله في التعليق قوله تعالي:} لاريب فيه هدى {يجوز أن يقف علي ((لاريب)) فيكون ((فيه هدى)) مبتدأ وخبر، فيقدر خبر ((لاريب)) مثله، ويجوز أن يعلق بـ ((لاريب)) ويقدر مبتدأ لـ ((هدى)).
الحديث السادس عن عبد الله رضي الله عنه: قوله: ((الحور بعد الكور)) ((نه)):أي من النقصان بعد الزيادة، وقيل: من فساد أمورنا بعد صلاحها، وقيل: من الرجوع عن الجماعة بعد أن كنا منهم، وأصله من نقض العمامة بعد لفها. ((فا)): ((من الحور بعد الكون)) بالنون، وقال فيه: