ما يدب عليك، وأعوذ بالله من أسد وأسود ومن الحية والعقرب، ومن شر ساكن البلد، ومن والد وما ولد)). رواه أبو داود. [٢٤٣٩]
٢٤٤٠ - وعن أنس [رضي الله عنه] قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا قال: ((اللهم أنت عضدي ونصيري، بك أحول وبك أصول، وبك أقاتل)). رواه الترمذي، وأبو داود. [٢٤٤٠]
ــ
الثقب وأجوافها. قوله:((من شرك)) أي من شر حصل من ذاتك، ((ومن شر ما فيك))، أي ما استقر فيك من الأوصاف والأحوال الخاصة بطباعك، ((وشر ما خلق فيك)) من الحيوانات وغيرها، ((وشر ما يدب عليك)) من الحيوانات، وهذا الأسلوب من عطف الكلام بعضها علي بعض إلي قوله:((من أسد وأسود)) من باب الترقي في البيان، وفيه دليل لمن يذهب إلي التخصيص بالعطف.
قوله:((من أسد وأسود)) ((تو)): الأسود الحية العظيمة التي فيها سواد، وهي أخبث الحيات، وذكر أن من شأنها أن تعارض الركب، وتتبع الصوت، فلهذا خصها بالذكر، وجعلها جنساً آخر برأسها، ثم عطف عليها ((الحية))، و ((أسود)) ها هنا منصرف؛ لأنه اسم جنس، وليس بصفة، ولهذا يجمع علي أساود. وعن بعضهم: الوجه أن لا ينصرف؛ لأن وصفيته أصبية وإن غلب في الاسمية، وفي – الغريبين-: قال ابن الأعرابي في تفسيره: يعني جماعات، وهي جمع سواد [أي جماعة، ثم أسودة، ثم أسلود. و ((من)) في قوله: ((من الحية)) بيإنية علي تغليب ((أسود))] *.
قوله ((ومن ساكن البلد)) ((قض)): هم الإنس، سماهم بذلك؛ لأنهم يسكنون البلاد غالباً، أو لأنهم بنوا البلدان واستوطنوها، وقيل: الجن، والمراد ب ((البلد)) الأرض، يقال:
هذا بلدتنا، أي أرضنا. وقال تعالي:{والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه}.
قوله:((والد وما ولد)) ((خط)): ((والد)) إبليس، ((وما)) ولد نسله وذريته. ((تو)): حمله علي العموم أمثل، لشموله لأصناف ما ولد ووُلِد، وما يتولد منهما، تخصيصاً للعياذ والالتجاء بمن لم يلد ولم يولد، وله الخلق والأمر، واعترافاً بأن لا استحقاق لغيره في ذلك، تبارك الله رب العالمين.
الحديث الثاني عشر عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((عضدي)) ((قض)): العضد كناية عما
يعتمد عليه، ويثق المرء في الخيرات وغيره من القوة. ((وأحول)) من حال يحول حيله،