٢٤٦٥ - ورواه الترمذي عن عبد الله بن عمرو. والنسائي عنهما. [٢٤٦٥]
٢٤٦٦ - وعن عمر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من خمس: من الجبن، والبخل، وسوء العمر، وفتنة الصدر، وعذاب القبر. رواه أبو داود، والنسائي. [٢٤٦٦]
٢٤٦٧ - وعن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:((اللهم إني أعوذ بك من الفقر، والقلة والذلة، وأعوذ من أن أظلم أو أظلم)) رواه أبو داود، والنسائي [٢٤٦٧].
ــ
كذلك كان قاسياً، فيجب أن يستعاذ منه، قال تعال:{فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله}، وأن النفس إنما يعتد بها إذا تجافت عن دار الغرور، وأنابت إلي دار الخلود، والنفس إذا كانت منهومة لا تشبع، حريصة علي الدنيا، كانت أعدى عدو المرء، فأول شيء يستعاذ منه هي، وعدم استجابة الدعاء دليل علي أن الداعي لم ينتفع بعلمه، ولم يخشع قلبه ولم تشبع نفسه.
الحديث الثاني عن عمر رضي الله عنه: قوله: ((وفتنة الصدر)) ((شف)): قيل: هي موته وفساده، وقيل: ما ينطوي عليه الصدر من حسد، وغل، وخلق سيء، وعقيدة غير مرضية. أقول: فتنة الصدر هي الضيق المشار إليه في قوله تعالي: {ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعَّد إلي السماء} وهي الإنابة إلي دار الغرور التي هي سجن المؤمن، والتجافي عن دار الخلود، التي عرضها كعرض السماء.
الحديث الثالث عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((أعوذ بك من الفقر)) ((غب)): أصل الفقر
كسر فقار الظهر، والفقر يستعمل علي أربعة أوجه: الأول: وجود الحاجة الضرورية، وذلك علم للإنسان
ما دام في دار الدنيا، بل عام للموجودات كلها، وعليه قوله تعالي:{يا أيها الناس أنتم الفقراء إلي الله}.
والثاني: عدم المقتنيات، وهو المذكور في قوله تعالي:{للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله} و {إنما الصدقات للفقراء}. الثالث: فقر النفس وهو الشره، وهو المقابل بقوله:((الغنى غنى النفس)) والمعني بقولهم: من عدم القناعة لم يفده
المال غنى. الرابع: الفقر إلي الله تعالي المشار إليه بقوله: ((اللهم اغنني بالافتقار إليك، ولا تفقرني