٢٤٦٨ - وعنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:((اللهم إني أعوذ بك من الشقاق، والنفاق، وسوء الأخلاق)). رواه أبو داود، والنسائي [٢٤٦٨].
٢٤٦٩ - وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:" اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة ". رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه [٢٤٦٩].
ــ
بالاستغناء عنك)) وإياه عني تعالي بقوله:{رب إني لما أنزلت إليَّ من خير فقير}، ويقال: افتقر فهو مفتقر وفقير، ولا يكاد يقال: فقر وإن كان القياس يقتضيه. أقول: والمستعاذ منه في الحديث هو القسم الثالث.
((خط)): إنما استعاذ صلى الله عليه وسلم من الفقر الذي هو فقر النفس لا قلة المال. قال القاضي عياض: وقد تكون استعاذته من فقر المال، والمراد الفتنة من احتماله، وقلة الرضي به، ولهذا قال:((فتنة الفقر)) ولم يقل: الفقر، وقد جاءت أحاديث كثيرة في الصحيح في فضل الفقر. قوله:((والقلة)) ((تو)): القلة تحمل علي قلة الصبر أو قلة العدد، ولا خفاء أن المراد منها القلة في أبواب الخير وخصال الخير؛ لأنه كان يؤثر الإقلال في الدنيا، ويكره الاستكثار من الأغراض الفإنية.
الحديث الرابع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((من الشقاق)) –في الغريبين-: أراد بـ ((الشقاق)) الخلاف؛ لأن كل واحد منهما يكون في شق أي ناحية، والشقاق العداوة، ومنه قوله تعالي:{في عزة وشقاق}. والنفاق أن تظهر لصاحبك خلاف ما تستره وتضمره. وقوله:((وسوء الأخلاق)) من عطف العام علي الخاص. وفيه إشعار بأن الشقاق والنفاق أعظمهما؛ لأن سريان ضررهما إلي الغير.
الحديث الخامس عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((من الجوع)) ((قض)): الجوع الألم الذي يجده
الإنسان من خلو المعدة. و ((الضجيع)) المضاجع، استعاذ منه؛ لأنه يمنع استراحة البدن، ويحلل المواد المحمودة
بلا بدل، ويشوش الدماغ، ويثير الأفكار الفاسدة والخيالات الباطلة، ويضعف البدن عن القيام بوظائف الطاعات. و ((الخيانة)) نقيض الأمانة، و ((البطانة)) ضد الظهارة، وأصلها في الثوب، فاتسع فيما يستبطن الرجل من أمره،
فيجعله بطانة حاله. أقول: خص ((الضجيع)) بـ ((الجوع))؛ لينبه علي أن المراد بالجوع الذي يلازمه ليلاً ونهاراً،
ومن ثم حرم الوصال، ومثله يضعف الإنسان عن القيام بوظائف العبادات، ولاسيما بقيام التهجد، و ((البطانة))