من الهدم وأعوذ بك من التردي، ومن الغرق، والحرق، والهرم، وأعوذ بك من أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك من أن أموت في سبيلك مدبراً، وأعوذ بك من أن أموت لديغاً)) رواه أبو داود، والنسائي وزاد في رواية أخرى:((والغم)). [٢٤٧٣]
٢٤٧٤ - وعن معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((أستعيذ بالله من طمع يهدي إلي طبع)). رواه أحمد، والبيهقي في ((الدعوات الكبير)). [٢٤٧٤]
٢٤٧٥ - وعن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلي القمر، فقال:((يا عائشة! استعيذي بالله من شر هذا، فإن هذا هو الغاسق إذا وقب)). رواه الترمذي. [٢٤٧٥]
٢٤٧٦ - وعن عمران بن حصين، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي: ((يا حصين كم تعبد اليوم إلهاً؟)) قال أبي: سبعة: ستاً في الأرض، وواحداً في السماء. قال:((فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك؟)) قال: الذي في السماء. قال:((يا حصين! أما إنك لو أسلمت علمتك كلمتين تنفعانك)) قال: فلما أسلم حصين قال: يا رسول الله! علمني الكلمتين اللتين وعدتني فقال: ((قل اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي)). رواه الترمذي. [٢٤٧٦]
ــ
سقوط البناء ووقوعه علي الشيء، وروى بالفتح وهو اسم ما انهدم منه. و ((التردي)) السقوط من عال، كالتدهده من شاهق جبل، والسقوط في بئر. و ((الغرق)). بالتحريك مصدر غرق في الماء، و ((الحرق)) بالتحريك ((النار)) وإنما استعاذ من الهلاك بهذه الأسباب مع ما فيه من نيل الشهادة؛ لأنها مجهدة مقلقة لا يكاد الإنسان يصبر عليها ويثبت عندها، فلعل الشيطان ينتهز منه فرصة فيحمله علي ما يخل بدينه، ولأنه بعد فجأة، وهو أخذة الأسف علي ما مر في كتاب الجنائز. أقول: ولعله صلى الله عليه وسلم استعاذ منها لأنها في الظاهر مصائب ومحن وبلاء كالأمراض السابقة المستعاذ منها، وأما ترتب الثواب –ثواب الشهادة- عليها، فللتنبيه علي أن الله تعالي يثيب المؤمن علي المصائب
كلها حتى الشوكة التي يشاكها، ولأن الفرق بين الشهادة الحقيقية وبين هذه أنها متمنى كل مؤمن ومطلوبه،
وقد يجب عليه توخي الشهادة والتحري فيها بخلاف التردي والغرق والحرق ونحوها فإنها يجب الاحتراز عنها
ولو سعى فيها عصى. قوله:((من أن يتخبطني)) ((تو)) الأصل في التخبط أن يضرب البعير الشيء بخف يده فيسقط، والمعنى: أعوذ بك أن يمسني الشيطان عند الموت بنزغاته التي تزل الأقدام وتصارع العقول والأحلام. قوله