تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث
-وكان مسترضعاً في بني سعد فقتله هذيل- وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع من ربانا، ربا عباس بن
عبد المطلب، فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله،
ــ
وشهركم وبلدكم. ثم أتبعه بما يؤكده تعميماً من قوله:((ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع)) ((تو)): أي أبطلت ذلك وتجافيت عنه، حتى صار كالشيء الموضوع تحت قدمي، قوله:((دم ابن ربيعة)) ((مح)): الجمهور: اسمه إياس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، قالوا: وكان هذا الابن المقتول طفلاً صغيراً يحبو بين البيوت، فأصابه حجر في حرب كانت بين بني سعد وبني ليث بن بكر.
((تو)): وربيعة بن الحارث صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عنه، وكان أسن من العباس، توفي في خلافة عمر رضي الله عنه. وإنما بدأ في وضع دماء الجاهلية ورباها بين أهل الإسلام بأهل بيته، ليكون أمكن في قلوب السامعين، وأسد لأبواب الطمع في الترخيص. وقوله:((من دمائنا)) أراد به أهل الإسلام لا ذوي القرابة منه، أي أبدأ في وضع الدماء التي يستحق أهل الإسلام ولايتها بأهل بيتي. قوله:((فاتقوا الله في النساء)) عطف من حيث المعنى علي قوله: ((إن دماءكم وأموالكم)) يعني فاتقوا الله في استباحة الدماء، وفي نهب الأموال، وفي النساء، وهي من عطف الإنشائي علي الإخباري بالتأويل، كما عطف {وامتازوا اليوم أيها المجرمون} علي قوله: {إن أصحاب الجنة اليوم} وفي رواية المصابيح: ((واتقوا)) بالواو، وكلاهما جائزان. قوله:((بأمان الله)) أي بعهده، وهو ما عهد إليهم من الرفق بهن، والشفقة عليهن.
قوله:((بكلمة الله)) ((مح)): قيل: هي قوله تعالي: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء} وقيل:
هي الإيجاب والقبول؛ لأن الله تعالي أمر بها، وقيل: هي قوله تعالي: {فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان}
وهو قول الخطابي، وقيل: كلمة التوحيد؛ إذ لا تحل مسلمة لغير مسلم، والأول هو الأوجه. ((تو)):
المعنى أن استحلالكم فروجهن وكونهن تحت أيديكم إنما كان بعهد الله وحكمه، فإن نقضتم عهده
وأبطلتم حكمه انتقم منكم لهن. قوله:((أن لا يوطئن فرشكم)) ((نه)): أي لا يأذن لأحد من الرجال أن يتحدث إليهن، وكان الحديث من الرجال إلي النساء من عادات العرب، لا يرون ذلك عيباً، ولا يعدونه ريبة، إلي أن نزلت آية