للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ففيم العمل؟ يا سول الله؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله إذا خلق العبد للجنة؛ استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة، وإذا خلق العبد للنار؛ استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله به النار)) رواه مالك، والترمذي، وأبو داود [٩٥].

٩٦ - وعن عبد الله بن عمرو، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي يديه كتابان،

ــ

قوله: ((ففيم العمل)) وقع في موقع لام الغرض؛ لأن غرض كل شيء غايته، وظرف الشيء غاية حصوله فيه؛ ولهذا ((حيث)) و ((إذا)) يقعان علة، أي في أي شيء يفيد العمل إذا كان كون الرجل من أهل الجنة أو من أهل النار مقدرا قبل هذا؟.

قوله: ((استعمله)) ((مظ)): استعمله من قولهم: استعمل إذا ألزم العمل على أحد، وتحقيقه قد مضى في الفصل الأول.

الحديث الثالث عن عبد الله: قوله: ((خرج)) ((تو)): قول الراوي هذا إخبار لتقرير صدقه عما يخبر عنه صلوات الله عليه، واستقصاء في تحقيقه. قوله: ((وفي يديه كتابان)) تمثيل، وذلك أن المتكلم إذا أراد تحقيق قوله، وتفهيم غيره، واستحضار المعنى الدقيق الخفي في مشاهدة السامع حتى كأنه ينتقل إليه رأي العين صورة لصورة، وأشار إليه إشارته إلى المحسوس، فالنبي عليه الصلاة والسلام لما كوشف بحقيقة هذا الأمر، وأطلعه الله تعالى عليه إطلاعا لم يبق معه خفاء،

<<  <  ج: ص:  >  >>