للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القيامة، لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها، ولا يختلي خلاها.

فقال العباس: يارسول الله! إلا الإذخر، فإنه لقينهم ولبيوتهم؟ فقال: ((إلا الإذخر)) متفق عليه.

٢٧١٦ - وفي رواية لأبي هريرة: ((لا يعضد شجرها، ولا يلتقط ساقطتها إلا منشد)).

ــ

قوله: ((ولا ينفر صيده)) ((نه)): يقال نفر ينفر نفوراً ونفاراً إذا فر وذهب. ((مح)): هذا تصريح بتحريم الإزعاج وتنحيه الصيد من موضعه؛ فإن نفره عصى سواء تلف أم لا، لكن إن تلف في نفاره قبل السكون ضمن. ونبه بالتنفير علي الإتلاف ونحوه؛ لأنه إذا حرم التنفير فالإتلاف أولي.

قوله: ((ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها)) ((حس)): اللقطة- بفتح القاف، والعامة تسكنها- ما يلتقط. اختلفوا في لقطة الحرم، فذهب قوم إلي أنه ليس لواجدها غير التعريف أبدا، ولا يملكها بحال ولا يستنفقها ولا يتصدق بها حتى يظفر بصاحبها. بخلاف لقطة سائر البقاع، وهو أظهر قولي الشافعي. وذهب الأكثرون إلي أنه لا فرق بين لقطتي الحل والحرم، وقالوا: معنى قوله: ((إلا من عرفها)) عرفها كما يعرفها في سائر البقاع حولا كاملا، حتى لا يتوهم متوهم أنه إذا نادى عليها وقت الموسم، فلم يظهر مالكها جاز له أن يتملكها. ((تو)): الوجه هو الأول؛ لأن الكلام ورد مورد بيان الفضائل المختصة بها كتحريم صيدها وقطع شجرها وحصد خلاها.

وإذا سوى بين لقطة الحرم ولقطة غيره من البلاد، وجدنا ذكر حكم اللقطة في هذا الحديث خالياً عن الفائدة.

قوله: ((ولا يختلي خلاها)) ((نه)) الخلا- مقصوراً- النبات الرقيق ما دام رطبا ً واختلاؤه قطعة، وأخلت الأرض كثر خلاها، وإذا يبس فهو حشيش. ((فا)): حقه أن يكتب بالياء ويثنى خليان.

((حس)): ولا بأس بقطع الحشيش والشجر اليابسين كالصيد الميت [يقطه]. ويكره علي مذهب الشافعي نقل تراب الحرم وإخراج الحجارة عنه لتعلق حرمة الحرم بها، ولا يكره نقل ماء زمزم للتبرك.

قوله: ((إلا الإذخر)) ((نه)): هو بكسر الهمزة حشيشة طيبة الرائحة، يسقف بها فوق الخشب، وهمزته زائدة. ((مح)): هذا محمول علي أنه صلى الله عليه وسلم أوحي إليه في الحال باستثناء الإذخر وتخصيصه من العموم، أو أوحي إليه قبل ذلك أنه إن طلب أحد استثناء شيء فاستثن، أو أنه اجتهد في الجميع. قوله: ((لقينهم)) ((نه)): القين واحد القيون وهو الحداد والضائغ. قوله: ((إلا منشد)) ((نه)): المنشد هو المعرف، وأما طالبها فهو ناشد، وأصل النشد والإنشاد رفع الصوت.

<<  <  ج: ص:  >  >>