٢٧٣٨ - وعن جابر بن سمرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله سمى المدينة طابة)). رواه مسلم.
٢٧٣٩ - وعن جابر بن عبد الله: أن أعرابيًا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:((يا محمد! أقلني بيعتي، فأبي رسول الله صلي الله عليه، ثم جاءه فقال: أقلني يعتي، فأبي، ثم جاءه فقال: أقلني بيعتي. فأبي، فخرج الأعرابي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وتنصع طيبها)) متفق عليه.
ــ
كتبت عليه خطيئة، وذلك لأن التثريب هو التوبيخ والملامة، وكان صلى الله عليه وسلم يحب الاسم الحسن ويكره القبيح، وأما تسميتها في القرآن بيثرب، فهي حكاية قول المنافقين والذين في قلوبهم مرض.
أقول: وتحقيق ذلك إنما يتبين ببيان النظم؛ فنقول - وبالله التوفيق -: إن الله تعالي سمى المدينة؛ لكونها دار الهجرة ومكان ظهور الإيمان، في قوله:{والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم} وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بالاستيطان والإقامة بها في هذا الحديث، ووصفها بأنها تأكل القرى، بمعنى أن الذين تبوءوها دارًا وإيمانًا من الأنصار ينصرون رسول الله ونبيه صلى الله عليه وسلم علي أعدائه، ويفتحون سائر ما حولها من القرى والمدن حتى مشارق الأرض ومغاربها ثم استأنف قول الحساد من اليهود والمنافقين، بأنهم يقولون: إنها يثرب توبيخًا وتعييرًا، وأنها ليست موضع إقامة واستيطان للمؤمنين، والحال بخلافه؛ إذ هي موضع استقرار واستيطان لمثلي ومثل أنصار ديني، لكي نجلي مثل أولئك الخبثة الأشرار من اليهود إلي أقاصى الشام، ونستأصل شأفة المنافقين من أصلها، كما ينفي الكير خبث الحديد. فظهو من هذا أن من يحقر شأن ما عظمها، ومن وصف ما سماه الله تعالي بالإيمان بما لايليق به، يستحق أن يسمى عاصيًا بل هو كافر. والله أعلم.
الحديث الحادي عشر عن جابر رضي الله عنه: قوله: ((طابة)) ((نه)): إنه صلى الله عليه وسلم أمر أن تسمى بها، وسماها طيبة وطابة، وهما تإنيث طيب، وطاب بمعنى الطيب، وقيل: هو من الطيب الطاهر؛ لخلوصها من الشرك وتطهيرها منه.
الحديث الثاني عشر عن جابر رضي الله عنه: قوله: ((بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم)) ((مح)) قالوا: إن هذا الأعرابي كان ممن هاجر وبايع النبي صلى الله عليه وسلم علي المقام معه في المدينة، وقيل: يحتمل أن