للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفصل الثالث

١١٣ - عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل فرغ إلى كل عبد من خلقه من خمس: من أجله، وعمله، ومضجعه، وأثره، ورزقه)) رواه أحمد [١١٣].

١١٤ - وعن عائشة، رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من تكلم في شيء من القدر سئل عنه يوم القيامة، ومن لم يتكلم فيه لم يسأل عنه)) رواه ابن ماجه [١١٤].

ــ

بئراً من أهلي غير بعيد، فأخذت بيدها، فرديت بها في البئر، وكان آخر عهدي بها أن تقول: يا أبتاه! يا أبتاه! فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وكف دمع عينيه، فقال رجل من جلساء النبي صلى الله عليه وسلم: أحزنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال له: كف، فإن يسأل عما أهمه، ثم قال له: أعد على حديثك، فأعاده فبكى حتى وكف الدمع من عينيه على لحيته، ثم قال له: إن الله قد وضع عن الجاهلية ما علموا، إذا فاستأنف عملك)).

الفصل الثالث

الحديث الأول عن أبي الدرداء رضي الله عنه: قوله: ((فرغ إلى كل عبد)) فرغ يستعمل باللام يقال: فرغ لكذا، واستعماله بإلى إما للتضمين، أو يكون حالا، انتهى تقديره في الأزل من تلك الأمور إلى تدبير العبد بأبدانها، كما سبق من قوله: ((شئون يبديها لا يبتديها)). ويجوز أن يكون ((إلى)) بمعنى اللام، يقال: هداه إلى كذا، أو لكذا. و ((من)) في ((من خلقه)) صلة ((فرغ))، أي من خلقته، ومما يختص به، وما لابد منه من الأجل، والعمل وغيرهما، و ((من خمس)) عطف عليه، ولعل سقوط الواو من الكاتب، ويمكن أن يقال: إنه بدل منه بإعادة الجار، والوجه أن يذهب إلى أن ((خلقه)) بمعنى مخلوقه، و ((من)) فيه بيانية، و ((من)) في ((من خمس)) متعلق بـ ((فرغ)) أي فرغ إلى كل عبد كائن من مخلوقه من خمس، و ((أثره)) أي أثر مشيته في الأرض، لقوله تعالى: {ونَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وآثَارَهُمْ} جمع بين مضجعه وأثره، وأراد سكونه وحركته، ليشتمل جميع أحواله من الحركات والسكنات.

الحديث الثاني عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((من تكلم في شيء من القدر)) قال: ((في

<<  <  ج: ص:  >  >>