٣٠٨٣ - وعن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الدنيا كلها متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة)) رواه مسلم.
٣٠٨٤ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش أحناه علي ولد في صغره، وأرعاه علي زوج في ذات يده)) متفق عليه.
ــ
وجمالاً وحسباً فينبغي أن يحمل الدعاء ما يجنب عنه من الفقر، أي عليك بذات الدين يغنك الله، فيوافق معنى الحديث النص التنزيلي {وأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ والصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وإمَائِكُمْ إن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ} والصالح هو صاحب الدين.
((مح)): النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بما يفعله الناس في العادة فإنهم يقصدون في التزوج هذه الخصال الأربع ويؤخرون ذات الدين، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقدم ما أخروها، يعني فاظفر أنت أيها المسترشد بذات الدين وفز بها. وفيه الحث علي مصاحبة أهل الصلاح في كل شيء؛ لأن من صاحبهم استفاد من أخلاقهم وبركتهم وحسن طرائقهم، ويأمن المفسدة من جهتهم. ((حس)): روي أن رجلا جاء إلي الحسن وقال له: إن لي بنتاً أحبها، وقد خطبها غير واحد، فمن تشير علي أن أزوجها. قال: زوجها رجلا يتقي الله؛ فإن إن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلهما.
((قوله)): فاظفر جزاء شرط محذوف، أي إذا تحقق ما فصلت لك تفصيلاً بيناً، فاظفر أيها المسترشد بذات الدين؛ فإنها تكسبك منافع الدارين. واللامات المكررة مؤذنة بأن كلا منهن مستقلة في الغرض.
الحديث الرابع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: قوله: ((كلها متاع)) هو من التمتع بالشيء: الانتفاع به، وكل ما ينتفع به من عروض الدنيا قليلها وكثيرها فهو متاع. أقول: الظاهر أنه صلى الله عليه وسلم أخبر أن الاستمتاعات الدنيوية كلها حقيرة لا يعبأ بها. وكذلك أنه تعالي لما ذكر أصنافها وأنواعها وسائر ملاذها في قوله:{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ - إلي قوله - والأَنْعَامِ والْحَرْثِ} أتبعه بقوله: {ذَلِكَ مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا} ثم قال بعده: {واللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ المَآبِ} فنبه علي أنها تضاد ما عند الله تعالي من حسن الثواب، وخص منها المرأة وقيدها بالصالحة؛ ليؤذن بأنها شرها لو لم تكن علي هذه الصفة، ومن ثمة قدمها في الآية علي سائرها. وورد في حديث أسامة ((ما تركت بعدي فتنة أضر علي الرجال من النساء)).
الحديث الخامس عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((ركبن الإبل)) ((قض)): يريد به خير نساء العرب لأنهن يركبن الإبل. و ((أحناه)) أشفقه، من حنا يحنو حنوا إذا عطف، وتذكير